فجر محمد
قد يظن المتابع أن الأفكار التي تتمخض عنها المشاريع الصغيرة أمر هين، ولكن في الحقيقة هناك مشاريع تحتاج الى الصبر والمثابرة من أصحابها، لاسيما تلك المتعلقة بالأعمال والصناعات اليدوية، وتنتظر من أصحابها الابتكار والتجديد، فهي اذا كانت تقليدية لن يكتب لها النجاح والاستمرارية.
أحجار جيولوجية
اختارت الجيولوجية والاكاديمية الدكتورة هبة المعمار أن تستغل تخصصها في الاعمال اليدوية وأن تضع الصخور والاحجار الكريمة طوع تصرفها، وقبل أن تقوم بتجهيز الاكسسوارات والقلائد وغيرها من المنتجات تقوم بدراسة الحجر وتتعرف على خصائصه بشكل كامل، وقالت د. هبة المعمار: {هناك احجار وصخور متعددة الصفات والخصائص، وغالبا من يعمل بهذه الصناعة لا يكون على دراية بأهميتها وخصائصها الجيولوجية، لذلك عندما اخترت هذا المشروع الحيوي قمت بدراستها والتعرف اكثر وعن كثب على هذه الأحجار، ثم قمت بادخالها في الاساور والاقراط وغيرها من الحلي النسائية}.
بغداديات
لا يقتصر حب نور جميل (25عاما) لبغداد على نشرها المستمر في صفحتها على الفيس بوك الحقب الزمنية المختلفة لهذه المدينة كما يصفها زملاؤها، انما وصل حبها الى نقش الرسوم والرموز المرتبطة ببغداد القديمة على مفارش الطاولات والاكسسوارات وحافظات الموبايلات، وبينما هي تعد مجموعة من المفارش الملونة تقول نور: {هذا المشروع الصغير بدأت بوادره بالتشكل منذ تخرجي في الجامعة، ففي البداية كانت هواية فقط، ثم تبلورت لاحقا وتمخضت عن هذا المشروع، الذي كلي امل أن يتطور اكثر مستقبلا}.
شموع معطرة
بين اللون القرمزي والاخضر والازرق تنوعت الشموع بعطورها المختلفة، وباضاءاتها المتنوعة، وبينما هي تحضر مجموعة من الشموع وترتبها في اوان خاصة قالت المعمار: {هناك تخصصات علمية يقتصر العمل فيها عند التخرج في اماكن معينة ومنها الاختصاص الجيولوجي، ولكن رغبتي بالاستثمار والاستفادة من الدراسة العلمية التي اجتهدت فيها، ولدت لدي مشروع الاحجار والصخور الجيولوجية وادخالها في الحلي والاكسسوارات، وبالتأكيد اذا ما بحث كل خريج في اختصاصه سيجد مجالات ناجحة ومشاريع متميزة يستطيع القيام بها}.
تحدي الجاذبية
قد تكون صناعة الكيك والحلويات في الوقت الراهن ليست بالأمر الجديد، ولكن عندما تتحدى تلك الحلويات الجاذبية وتكون لها اشكال مختلفة فهذا هو الامر المبتكر.
آية حسن صاحبة المشروع وصفته بالمتطور ولا يتسم بالتقليد، بل بالعكس فكرته جديدة تماما، ويلاحظ المتابع ان قوالب الكيك التي تصنعها آية لا تعتمد على الجاذبية او اعواد خشبية او غيرها من الدعامات، بل هي فكرة حديثة وغير مطروقة.
شغف
دفعها شغفها وحبها لصناعة الكيك والحلويات غريبة الشكل وغير المتداولة الى الاطلاع اكثر، ومتابعة مواقع الانترنت الملمة بهذا الموضوع، فضلا عن الكتب الخاصة بهذه الصناعة، وتقول آية: {منذ طفولتي وانا شغوفة بالرسم والنحت والتصميم وصناعة الكيك والحلويات، وما عزز هذا الامر لاحقا تخصصي الاكاديمي في معهد الفنون الجميلة، فضلا عن المحاولات المستمرة لتطوير الذات}.
ولرغبتها بصناعة كيك يتحدى الجاذبية درست كل ما له علاقة بالكتلة والوزن والجاذبية، ولم تخف محاولاتها المتكررة التي سبقت هذا النجاح، اذ تقول: {كنت اذرف الدموع اذا ما فشلت بصناعة قالب كيك، ولم احقق فيه تحدي الجاذبية}.
وتشجع آية كل فرد وبالاخص النساء على شق طريقهن بانفسهن والقيام بمشاريعهن الخاصة بدعم من الاهل والمقربين، وبالتأكيد سيحققن النجاح المبهر، مع التركيز على دراستهن الاكاديمية، كي ينجحن اكثر بتلك المشاريع.
ابتكارات
اشارت التقارير والدراسات الحديثة الى أن هناك دوافع متنوعة لاقامة المشاريع الصغيرة ولا يقتصر الامر على تحقيق الربح المادي، بل هناك أسباب متعددة، منها الرغبة بتطوير المجال الذي يجد الفرد فيه ذاته، وركزت الدراسة على النساء اللواتي يمتهن الاعمال اليدوية والاكسسوارات فهن الأكثر اهتماما بالتفاصيل، ومتابعة المجالات التي ابدعن فيها واستثمرن فيها جهودهن ومدخولاتهن المالية.
تنمية وتطوير الذات
من وجهة نظر الاكاديمي والباحث بالشؤون الاقتصادية الدكتور فالح الزبيدي، ان حجم المشاريع سواء كانت صغيرة ام متوسطة ليس بالاهمية الكبيرة، بل الأهم أن تمتاز بالابتكار والحداثة والتنوع، والقدرة على تشغيل اكبر عدد ممكن من الايدي العاملة.
جهد مضاعف
تجلس نور ساعات طويلة في مشغلها الصغير المتكون من منضدة ومواد خاصة بالتطريز والتزيين والالوان المبعثرة هنا وهناك، لانها تحب أن تتقن عملها وتخرج اجمل ما في المفارش المنزلية وغيرها من المواد التي تزينها بكل ما له علاقة ببغداد وازقتها وشوارعها القديمة، وهي تبذل جهودا مضاعفة على حد قولها، فهي تحتاج الى التركيز والانتباه لاخراج تلك المقتنيات بصورة مميزة ولافتة للنظر.
ألوان مبهجة
منذ أن تبلور مشروع الأحجار الجيولوجية والكريمة في ذهنها، بدأت بجلب الأحجار ولم تتوقف الدكتورة هبة المعمار عن الاطلاع ودراسة كل حجر ولونه وما يمنح حامله من ارتياح او نشاط وحيوية، وتشير المعمار الى انها تدخل تلك الأحجار في التحف والانتيكات، وليس في المصوغات والحلي فقط.
مقتنيات نادرة
صاحبة مشروع الأحجار الجيولوجية والكريمة الدكتورة هبة المعمار بينت أن هذا النوع من المقتنيات نادر جدا في الأسواق المحلية، لذلك سعت من خلال مشروعها الى الترويج لتلك الأحجار وإبراز النواحي الجمالية لها، وهي تستخدم مختلف الأحجار النادرة، و منها الكوارتز البنفسجي والفلورايت الاخضر ليرويان سحر الطبيعة كما تصفهما المعمار، كما تدخل احجارا أخرى منها اليوناكيت الطبيعي و اللازورد او الازورايت، فضلا عن الفيروز الذي استخدمه القدماء في تزيين التيجان والملابس.