ركز التقرير الذي يقع في 43 صفحة، والذي يمثل محضر جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجيَّة للكونغرس الأميركيَّة على فهم آلية نظام صدام في إخفاء الأموال المستحصلة من برنامج النفط مقابل الغذاء. وكيف كانت هذه الأموال تسلك طريقاً يجب كشفه عبر التحويلات المصرفيَّة التي كانت تشتمل عمليَّة غسيل أموال، انتهت الى تتبع فقدان 9 مليارات دولار حسب التقرير. كما أنه يقيم عملية فحص ملايين الوثائق العراقيَّة التي جمعتها القوات الأميركيَّة لدى دخولها العراق عام 2003، وعملية ربطها والاستنتاج منها.

يثبت تقرير جلسة الاستماع تأشير الوثائق العراقيَّة لمصير 650 أسيراً كويتياً اعتقلتهم المخابرات العراقيَّة عام 1990، وجرى تغييبهم. كما تتبع التقرير مصير الأموال التي منحت عبر الوسائط المتعددة لنقل الأموال الى شركات معينة، يدرجها التقرير على أنها شركات تربحت من فساد برنامج النفط مقابل الغذاء الذي أدارته الأمم المتحدة في تسعينيات القرن الماضي. يثبت التقرير خطأ الإدارة الأميركيَّة ولجان الكونغرس الأميركي بأنها كانت تتعرض للأموال المفقودة من الحسابات العراقيَّة فقط من وجهة نظر الأمم المتحدة والفساد في أروقتها. ولم تضع اللجان المختصة أي توصية بطريقة استرداد تلك الأموال سواء لمصلحة سلطة الائتلاف المؤقتة أو لمصلحة الحكومة العراقيَّة التي تشكلت بعد العام 2004.

كما تضمن التقرير شهادة الدكتور إبراهيم الشاهين، رئيس لجنة المفقودين والأسرى الكويتيين الذي أفاد بأنَّ ما يقرب من 6000 أسير ومعتقل كويتي جرت استعادتهم الى الكويت على إثر انتفاضة آذار في الجنوب العراقي عام 1991. ويقول الشاهين، لحسن الحظ إنَّ السلطات العراقيَّة كانت تعتقل هؤلاء في أماكن قرب مراكز النظام في جنوب العراق، وقد أمكن إطلاق سراحهم وعودتهم الى بلدهم الكويت مباشرة بعد سيطرة الثوار الشيعة العراقيون على مدن الجنوب في ربيع ذلك العام.

وتضمن التقرير شهادة العقيد كيفين وود (الذي أصدر لاحقاً كتاب «أشرطة صدّام»)، والذي قاد مجموعة صغيرة من الباحثين في خريف عام 2003، لأجل تشخيص آلية صنع القرار ضمن حلقات النظام العراقيَّة عبر اللقاءات مع المسؤولين العراقيين المعتقلين، وكذلك فحص الوثائق والأشرطة التسجيليَّة التي توفرت من أرشيف النظام.