تحقيق صحفي، أجرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الدنماركيَّة. بالتعاون مع تلفزيون SVT النرويجي، كشف أنَّ وكالة الأمن القومي الأميركيَّة (NSA)، قد استخدمت بروتوكولاً للتعاون الاستخباري مع الأجهزة الدنماركيَّة لأجل التنصّت على اتصالات ومراسلات مسؤولين أوروبيين، من بينهم المستشارة الألمانيَّة انجيلا ميركل، وفرانك شتاينماير، وبير شتاينبروك.
كما أنَّ الفضيحة التي كشفها التحقيق الاستقصائي أثبتت أنَّ الوكالة الأميركيَّة استغلّت هذه القدرة لأجل التنصت على المسؤولين والحكومة الدنماركيَّة نفسها. التحقيق كشف في الحقيقة (تحقيقاً) داخلياً دنماركياً داخل المخابرات الدنماركيَّة اكتشف بدوره عملية التجسس الأميركيَّة.
وسبب اختيار الدنمارك لإجراء مثل هذه العمليات، هو أنَّ أرض تلك الدولة الصغيرة هي ممرٌ لأهم مسارات الانترنت في العالم. ويوجد موقع بالقرب من العاصمة كوبنهاكن يمثل عقدة اتصالات الشبكة المعلوماتيَّة لعموم أوروبا.
ولم ترغب وكالة الأمن القومي الأميركيَّة ولا المخابرات الدنماركيَّة ولا وزارة الدفاع الدنماركيَّة في التعليق على عملية البحث والاستقصاء التي قامت بها جهات إعلاميَّة دنماركيَّة وألمانيَّة. وقالت وزارة الدفاع الدنماركيَّة بشكل عام إنَّ التنصت المنظم على الحلفاء المقربين أمرٌ غير مقبولٍ. بينما كان الصوت الفرنسي المندد بهذه الخطوة هو الأعلى أوروبياً، إذ أعلن مسؤولون فرنسيون اتخاذهم لخطوات (احترازيَّة) خشية وجود هكذا نشاط تجسسي أميركي على أراضيهم.