«كيدر».. صاروخ روسيا النووي السري المتقدّم

بانوراما 2021/06/05
...

 مارك إبيسكوبوس
  ترجمة: أنيس الصفار        
بعض التفاصيل عن صاروخ {كيدر} البالستي الجديد الغامض العابر للقارات، الذي سيخلف منظومة {يارس} الصاروخية الحالية قد بدأت بالظهور، حيث جاء في تقرير لوكالة {يارس}الاخبارية الروسية الرسمية في وقت سابق من الشهر الماضي، ان العمل سوف يبدأ قريباً لإنتاج الجيل التالي من الصواريخ الروسية البالستية العابرة للقارات.

اضاف التقرير ايضاً ان البحوث التي تجرى على {كيدر} تتلقى تمويلها من برنامج الدولة الحالي للتسلح الذي سيبقى نافذاً حتى العام 2027. اما التطويرات التكنولوجية فسوف تبدأ في العام 2023 أو 2024، وفقاً لما ادلى به مصدر داخلي لوكالة تاس.
تعمل منظومة {كيدر} البالستية العابرة للقارات بالوقود الصلب، شأنها شأن سلفها منظومة {يارس}، وسوف تظهر بنسختين، النسخة المتنقلة على الطرقات والنسخة التي تطلق من صوامع في الأرض. تتفوق النسخة المتنقلة بمزايا عديدة على نظيرتها التي تطلق من الصوامع، فهي اصعب من حيث تحديد موقعها وتعقبها واستهدافها وتدميرها، الأمر الذي يجعلها أقدر على الافلات من الضربات المعادية.
لم يتسرب الى الان سوى القليل عن مواصفات {كيدر} المؤكدة، وحتى هذا القليل الذي تكشف سيبقى عرضة للتغيير مع تقدم أعمال البحث والتطوير على المنظومة الجديدة، وقد سبق أن أكدت مصادر في الدفاع لوسائل الاعلام الروسية ان العمل على منظومة {كيدر} لا يزال في مراحله الأولية، وإذا ما تقدم اكثر وبلغ مرحلة التجربة والتصميم فسوف يمكن الحديث في صلب الموضوع، أما الان فلا الان يزال الأمر في مرحلة البحث والتصميم المعمق، على حد تعبير مصادر
الدفاع.
حمولةٌ استثنائيَّة
منظومة {كيدر} هي احدث الملامح البارزة في برنامج الكرملين الطموح لاكتساب قوة عصرية من الصواريخ البالستية العابرة 
للقارات. 
بناء على تقديرات أشير اليها كثيراً خلال العام 2020 فإن القوات المسلحة الروسية تمتلك حسبما يعتقد: 46 صاروخا من نوع {آر- 36 أم2} المحسن (أس أس- 18) و45 منظومة صاروخية متنقلة من نوع {توبول} (أس أس 25) و60 منظومة من نوع {توبول- أم} (أس أس- 27) التي تطلق من الصوامع، و18 وحدة {توبول- أم} متنقلة، و135 منظومة {يارس} متنقلة، و14 وحدة {يارس} أخرى تطلق من الصوامع. 
يتطلع الكرملين الى استبدال منظومات {توبول} بالكامل، وهي الصواريخ البالستية السوفيتية العابرة للقارات من أعوام الثمانينيات التي كانت تمثل العمود الفقري للقوات الصاروخية البالستية الروسية المتنقلة العابرة للقارات خلال سنوات ما بعد الانهيار السوفييتي، والى جانبها منظومة {توبول- أم} التي أعقبتها في مطلع أعوام ما بعد 2020. 
أما {يارس} فإنها تطوير لمنظومة {توبول- أم} وهي قادرة على نقل حمولة مطورة أثقل بكثير، كما تفيد التقارير انها أعلى دقة بعض الشيء. منظومة صواريخ {يارس} مقرر لها ان تحل في النهاية محل كل ما تبقى من وحدات {توبول- أم}، وبالمثل فإن منظومة {كيدر} الجديدة مزمع لها الحلول محل جميع وحدات {يارس} الموجودة والمخطط لها على مدى العقود 
المقبلة.
الأمر لا يقتصر على هذا فقط، فقوات الصواريخ الستراتيجية الروسية الان غارقة في غمرة استلام ارساليات من المركبة الانزلاقية المرعبة {أفانغارد} الاسرع من الصوت. 
مركبة {أفانغارد} سوف تكون واحداً من خيارات الحمولة العديدة لصاروخ {آر أس- 28 سارمات}البالستي العابر للقارات الذي كان من بين ستة اسلحة جديدة كشف النقاب عنها الرئيس الروسي {فلاديمير بوتين} في خطابه السنوي عن حالة الأمة في العام 2018. في مناسبة سابقة وصف بوتين صاروخ {سارمات}، الذي تبلغ زنته 200 طن وهو خارق السرعة يعمل بالوقود السائل وذو سرعة قصوى تفوق سرعة الصوت بـعشرين مرة، تبعاً للحمولة التي يحملها، بأنه محصن تماماً دون الاعتراض من قبل اية منظومة للدفاع الجوي سواء حالية او مستقبلية 
مرتقبة.
تمضي وتائر السرعة التي تطور بها روسيا صواريخها البالستية العابرة على قدم وساق لتتخطى معدل 80 بالمئة خلال عدة سنوات مقبلة، ما لم تكن قد تخطت هذا الحد الان، ومن المقرر ان تبدأ منظومات {كيدر} بالحلول محل وحدات {يارس} الروسية مع السنوات الاولى بعد العام 2030، وكذلك محل اية انظمة متبقية في الخدمة في ذلك الحين.