كي نصنع السياحة

منصة 2021/06/06
...

قيس قاسم العجرش
لا يظهر العراق وبلاد ما بين النهرين في سينما هوليوود إلّا نادراً.
هذه الندرة ستكون مفهومة لوعرفنا أنَّ أحد أسبابها هو أنَّ بلاد الرافدين لم تكن خلال القرن العشرين على الأقل تمثل وجهة سياحيَّة استكشافيَّة للسياحة الغربيَّة.
لماذا لم يكن العراق وجهة سياحيَّة رئيسة؟، هذه فيها الكثير من الكلام.
المهم، إننا صحونا لنجد العراق خالياً من السياحة بالمعنى الحقيقي لها. مثلما لا تشكل السياحة الدينيَّة رُكناً اقتصادياً أساسياً في كل الظروف.
مُشكلة استعصاء تطوير السياحة والجذب ليست مشكلة عراقيَّة متفردة، لقد واجهت دولٌ كثيرة مثل هذا المأزق. وانعكس في الحقيقة على السمعة السياسيَّة لتلك الدول التي قد يصح تسميتها بـالـ(طاردة) للسائحين.
أكرر، إنَّ الأمر له أسبابٌ عدّة ولا يعود لسببٍ واحد.
لكنَّ أبرز هذه الأسباب هو التركيبة الاجتماعيَّة للمجتمع المُستقبل للسياحة.
حتى الآن لا يوجد في العراق سوى بضعة فنادق فقط من الدرجة الأولى تقدم للسائح من الحرية والخدمات يشبه ما تقدمه فنادق لبنان أو تركيا أو دبي.
التصادم بين المُحدد الاجتماعي من جهة، وبين المطلوب السياحي المتعاكس من جهة أخرى، وجدت له بعض الدول حلولاً ناجحة.
كان الحل مثلاً في إيجاد قرى سياحيَّة. المعنى ليس في الفرق الجغرافي، إنما هو جوهرٌ تنظيميٌّ.
يعني أنَّ المسموح في القرى السياحيَّة للسائحين يجب أنْ يكون أكثر مما هو مسموح للسائح ذاته وسط المدينة. ما يعني في النهاية أنَّ رغبات السائح لن تتخالف مع العرف الاجتماعي للمدينة، طالما أنَّ له قرية مُحددة (أو إطاراً جغرافياً مُعيناً ومُسيطراً عليه) يكون فيه حراً، بينما تحتفظ باقي المدينة العراقيَّة بأعرافها وتقاليدها التي ربما لا يرغب السائح بالخضوع لها.
القرية السياحيَّة، هي منطقة حرّة للسائحين قبل أنْ تكون قرية فعليَّة، وفي الوقت عينه، ستكون فرصة عمل للمزيد من طالبي الوظائف من الشباب العراقي.