عشوائيات المجتمع

منصة 2021/06/07
...

 اللواء الدكـتورعدي سمير الحساني
 
تقدُم الدول وازدهارها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنظيم الإداري فيها وذلك من خلال وضع السياقات الصحيحه في مسارها المرسوم لها وفق تخطيط ستراتيجي يتم من خلاله إعداد دراسات مسبقة للمستقبل القريب وفق خطط محدده لها، لذلك نجد أنَّ التخطيط العمراني يتغير ويختلف تبعاً لحاجة المجتمع وتطوراته، كذلك الخدمات الأخرى التي تقدمها الدولة 
لمجتمعها.
ولعلَّ من أهم الخطط الستراتيجيَّة للدولة تكمُن في عملية التنظيم الإداري وطرق إدارتها، ومنها تنظيم الطرقات العامة (الداخلية والخارجية) بجميع متعلقاتها من جسور وأنفاق 
وغيرها.
هذا من جانب ومن جانب آخر فإنَّ الخطط المستقبليَّة تشمل تحديد آلية وطرق الاستيراد للمواد من قبل التجار وفق حاجة المجتمع الفعلية واستيعاب الشارع لها.
وحيثُ إنَّ استيراد بعض المواد قد جاء في أوقات كان البلد يمرُّ بتحديات خارجية عصيبة وعدم وجود محددات لآلية الاستيراد حيث تم استيراد كميات كبيرة من الدراجات
النارية وبأحجام مختلفة من (التكتوك والستوتة) نزولاً والتي تجوب الطرق الداخلية وتزاحم العجلات الأخرى من دون التقيد بضوابط وتعليمات المرور (بدون لوحات تسجيل وبدون إجازات سوق وبدون رسوم حكوميَّة)، لا بل بعضها يقودها أطفال لا تتجاوز أعمارهم (10) سنوات والذين يفتقدون للإدراك الحسي والفكري في كيفيَّة التعامل مع عوارض الطرق، لذلك نجد هناك الكثير من الحوادث المروريَّة والجنائيَّة والإرهابيَّة نتيجةً لهذة 
العشوائيَّة.
وكذا الحال بالنسبة لعجلات الحمل التي تستخدم الطرق الخارجيَّة وبعض سائقيها من الذين لا يمتلكون مقومات قيادة العجلات التي أقرتها الأنظمة المروريَّة لا بل بعضهم قد يكون من العمالة الأجنبية (بنگال) وبعضهم يتصور أنه قد امتلك الطريق حيث تجدهم يقودون مركباتهم بسرعة فائقة ويتسابقون مع العجلات الصغيره ويزاحمونها من خلال استخدامهم للجانب الأيسر للطرق الخارجيَّة المخصصة للاجتياز مما يضطر أصحاب العجلات الصغيرة لاجتيازهم (خطأً) من اليمين وكثيراً ما تحصل حوادث مميتة بسبب 
ذلك.
وهنا لا بُدَّ أنْ نؤكد على أنَّ السياقة (فن وذوق وأخلاق)، لذا صار من الضروري أنْ تكون هناك عقوبات رادعة لمن يُسيء استخدام الطرقات وتشديد تلك العقوبات على كل من يتجاوز على رجال المرور الذين يسعون جاهدين من أجل تنظيم حركة السير والمرور متحملين متغيرات الأجواء المناخيَّة من أجل فرض النظام المروري خدمةً للصالح
العام.