عفاف مطر
بإمكان أي موظف أنْ يبقى موظفاً عادياً، مثل ملايين الموظفين البؤساء الذين عاشوا وماتوا وما زالو، وبإمكان هذا الموظف نفسه أنْ يكون أكثر من موظف عادي، لكنْ كيف؟ من المعروف أنَّ أغلب الموظفين يستيقظون قبل أوقات دوامهم بساعة أو بساعة ونصف، وهناك من يستيقظ قبل وقت دوامه بنصف أو حتى ربع ساعة، حسب البعد الجغرافي والمواصلات، ويقضي الموظف ما يقارب ثلثي يومه في مكان عمله، وحين عودته يقضي ساعة أو ساعتين على الأقل لتناول الطعام والراحة، ومن ثم القيام بواجباته الحياتيَّة والأسريَّة، لذا يبقى هذا الموظف في مكانه ولا يتطور كإنسان، لكن هناك بعض النصائح التي من الممكن أنْ يتبعها الموظف ليس فقط ليتطور بل وليستغل أكبر وقتٍ ممكنٍ من حياته بأشياءٍ لا تتعلق بالوظيفة ويتحول من موظفٍ بائسٍ الى رجل أعمالٍ ناجح. وهنا يجب على كل موظف الاستيقاظ قبل الوقت المعتاد عليه بساعتين على الأقل ليستغلها على النحو الآتي:
أولاً: Silence أي السكوت: ليس المقصود هنا فقط التوقف عن الكلام، بل والابتعاد عن كل المصادر التي تشوش الذهن، مثل السوشيال ميديا أو الاستماع الى الأخبار.. الخ، ويتم ذلك عبر الصلاة أو جلسات التأمل واليوغا.
ثانياً: الوكيد على الذات Affirmation: الملاكم العالمي محمد علي كلاي كان يردد يومياً لنفسه عبارته الشهيرة (أنا الأفضل) I am the greatest، وهو هنا يؤكد لنفسه أنَّ لديه القدرات الكافية للتغلب على خصمه، هذه الفكرة إذا رددها الموظف لنفسه كل يوم، لا سيّما في الصباح الباكر، ستتغير حياته كلها، فإذا مرّ وقت الصباح بخير كان بقية اليوم كذلك، فالصباح هو من يقرر ما يأتي بعده.
ثالثاً: التخيل Visualization: وهي أنْ تتخيل عزيزي الموظف أنك وصلت لهدفك الذي تطمح إليه، ليس هذا فحسب، بل والطريق الذي قطعته للوصول الى هذا الهدف.
رابعاً: التمارين Exercise: التمارين الرياضيَّة، فعلى الرغم من أنَّ الجميع يعلم أهمية الرياضة، إلا أنَّ قليليين منّا من يمارسها. ممارسة الرياضة يومياً ولو لربع ساعة، تعطيك الشعور بتحقيق إنجاز ولو كان صغيراً، كما أنَّها تزيد نسبة الأوكسجين بالجسم، فيمدك بالنشاط والقوة لمواجهة أعباء الوظيفة بشكل إيجابي، فكلما زادت نسبة الأوكسجين بالدم كلما زاد نشاطه واستجابته للمتغيرات.
خامساً: القراءة Reading: فكما الرياضة تنشط الجسم، القراءة تنشط الدماغ، وترفع من مستوى العمليات الذهنيَّة والفكريَّة فتزيد من قدرتك على إنهاء أعمالك بطريقة أسرع وأسهل، كما تساعد على حل المشكلات بطريقة مبتكرة. ربع ساعة قراءة يومياً كفيلة بإنهاء كتاب شهرياً، أي اثني عشر كتاباً سنوياً. لا يمكن أنْ تكون أنت نفسك عزيزي الموظف البائس قبل القراءة كما بعدها، القراءة توسع المدارك وتفتح الآفاق وتطور الشخصيَّة.
سادساً: الكتابة Scribing: عليك عزيزي الموظف ألا تكتفِ بكتابة الأوراق الرسميَّة، والخطابات الوظيفيَّة، بل عليك أنْ تكتب كل يوم، دروسك المتعلمة Lessons Learned، كتجربة مررت بها في اليوم السابق، وما تعلمته من هذه التجربة والأخطاء التي ارتكبتها، كما عليك كتابة الالتزامات الجديدة New Commitments التي تريد تحقيقها. الفائدة من عملية الكتابة هذه هي إفراغ المخ Brain Dumping وهنا يمكنك أنْ تستعمل الورقة والقلم أو الكتابة على مفكرة الموبايل وهناك العديد من التطبيقات على الموبايل لهذا الغرض، بمعنى أنْ تكتب ما تعتقد أنَّ عليك إنهاءه هذا اليوم، كي تتمكن من رؤيتها في أي وقت من دون أنْ تنسى، وتتجنب أنْ تعطي مهمة وقتاً أطول على حساب أخرى.
هذه العادات الست يمكنك جمعها بكلمة واحدة وهي Savers وللعلم عزيزي الموظف هذه العادات اتبعها أغلب مشاهير رجال الأعمال وكانت سبباً في نجاحهم وشهرتهم، فإذا أردت أنْ تكونَ أكثر من موظفٍ بائسٍ ما عليك سوى أنْ تمارس هذه العادات. بيني وبينكم أنا أيضاً سأحاول، وليضع كل واحد منّا تاريخ اليوم في ذاكرة موبايله، لنرى أين سأكون وأين ستكونون في مثل هذا اليوم من العام المقبل.