إضراب المعلمين والمدرسين الشامل يدخل يومه الثاني
العراق
2019/02/17
+A
-A
بغداد / المحافظات / مراسلو الصباح: علي لفتة / حسين الكعبي / حسن شهيد العزاوي
لليوم الثاني على التوالي، تواصل اليوم الاثنين، الإضراب الذي ينفذه المعلمون والمدرسون في بغداد وأغلب محافظات الوسط والجنوب استجابة لدعوة المجلس المركزي لنقابة المعلمين العراقيين للمطالبة بإصلاح الواقع التربوي ورفع المستوى المعيشي والوظيفي لكوادر الهيئة التعليمية، وجرى تعطيل الدوام الرسمي أمس الأحد مع بدء الإضراب المقرر ليومين في أغلب مدارس بغداد ومحافظات النجف وكربلاء وبابل والديوانية وواسط وذي قار والبصرة، وأعلنت عدة قوى سياسية ومنظمات حقوقية مساندة المعلمين في إضرابهم لتحقيق مطالبهم المشروعة، بينما أوضحت وزارة التربية أن تنفيذ تلك المطالب من اختصاص الحكومة وليس من اختصاصها.
ودخل الإضراب الشامل للمعلمين والمدرسين حيز التنفيذ أمس الأحد في بغداد وعدد من المحافظات، ويستمر الإضراب اليوم الاثنين.
مطالب النقابة
وأوضحت نقابة المعلمين في بيان اطلعت عليه «الصباح»، أن الإضراب بمثابة رسالة حقيقية الى الحكومة والبرلمان من اجل الانتباه الى العملية التربوية»، مؤكدة أن «المطلب الأول هو إصلاح العملية التربوية، التي تمر بانحدار كبير جداً وهذا ما ثبت من خلال التقارير العالمية»، مشيرة الى أن «العراق أصبح خارج التصنيف الدولي، وهذا شيء مؤسف».
وبينت، أن «المطلب الثاني هو إصلاح وضع التلميذ العراقي وإصلاح المنهج دعماً للمعلمين إضافة الى إصلاح البنى التحتية»، لافتة الى أن «واقع البنى التحتية مرير جداً والعراق يحتاج الى آلاف المدارس».
وأكدت، أن «المطلب الثالث هو تخصيص موازنة تليق بوزارة التربية ومن شأنها تطوير المعلم من خلال دورات تطويرية حقيقية تليق بالمعلمين والمدرسين في ضوء المناهج التي تم تغييرها»، موضحة أن «هناك مطلبا آخر هو توفير السكن الذي كفله الدستور والقانون والذي ينص على توفير سكن للمواطن العراقي ولاسيما المعلم».
وأضافت، أن «المطلب الأخير هو رفع الظلم عن المعلمين بصورة خاصة وموظفي الدولة بصورة عامة بخصوص الترفيع والعلاوة من تاريخ الاستحقاق»، ولفت البيان الى أن «الاضراب لا يشمل المدارس في إقليم كردستان».
وأكد نقيب المعلمين عباس السوداني مساء أمس الأحد، أن الاضراب العام للمعلمين حقق مبتغاه في بغداد والمحافظات، مشيراً الى أن نسبة المشاركين في الاضراب اقتربت من نسبة 100 بالمئة. وقال السوداني في تصريح صحفي: إن «استجابة الطبقة التعليمية لدعوة النقابة كانت عالية جداً وتكاد تكون شاملة في عموم بغداد والمحافظات»، مشيراً الى أن «نسبة المشاركين بلغت حد 100 بالمئة وقد حققت مبتغاها رغم وعود وتهديدات وزارة التربية».
وأضاف السوداني، ان «مطالبنا وصلت الى الحكومة قبل 40 يوماً، ونحن بانتظار جوابها»، مهدداً أنه «في حال عدم إجابتها سيكون لنا كلام آخر».
إضراب بغداد
من جانبه، قال نقيب المعلمين فرع الرصافة محمد سعيد: إن «90 بالمئة من المدارس في جانب الرصافة استجابت لطلب مجلس النقابة بشأن الاضراب».
وأضاف، أن «طلبات الكادر التربوي تتلخص في تعيين وزير لديه خبرة في المجال التربوي، فضلاً عن توفير سكن لائق للمعلم والمدرس وإطلاق المخصصات المالية للمحاضرين وكذلك التخصيص المتوقفة، بالإضافة إلى إيقاف التعثر في وضع المناهج والمسيرة التربوية».
في المقابل، قال رئيس لجنة التربية في مجلس محافظة بغداد علي العيثاوي، إن «أكثر من 90 بالمئة من الكوادر التدريسية زاولت عملها بشكل طبيعي في العاصمة بغداد دون الاستجابة للإضراب الذي دعت إليه نقابة المعلمين».
وأضاف، أن «الإضراب أضر بالمسيرة التعليمية وتأخير الانتهاء من المناهج، وكان الاولى بنقابة المعلمين تنظيم وقفة احتجاجية وتسليم المطالب للحكومة بدل التصعيد»، وتابع العيثاوي، ان «مجلس محافظة بغداد سيناقش جميع مطالب النقابة وسيحاول تلبيتها بشكل سريع وفق الامكانيات المتوفرة»، على حد قوله.
رد التربية
ورداً على تنفيذ الإضراب، قال المتحدث باسم وزارة التربية فراس محمد: إن “اضراب المعلمين عن الدوام الرسمي ليس من شأن وزارة التربية وإنما يقع على عاتق نقابة المعلمين والحكومة”، مبيناً أن “مطالب المعلمين في رفع المستوى المعيشي وتخصيص قطع أراض من صلاحيات الحكومة”.
وبين المتحدث باسم الوزارة، أن “المديريات العامة للتربية في عموم العراق مرتبطة بمجالس المحافظات، ووزارة التربية ليست معنية بدوام المعلم أو غيابه حتى توجه له عقوبة من عدمها”، لافتاً إلى أن “وزارة التربية تقف بالضد من الإضراب وتعطيل الدوام الرسمي، وتحث على أن تحل هكذا أمور بالحوار”.
محافظات الوسط والجنوب
وفي كربلاء، قال نقيب المعلمين في المحافظة الدكتور خالد مرعي: إن «أكثر من 95 بالمئة من مدرسي ومعلمي مدارس كربلاء قد أضربوا إضرابا شاملا وهم يمثلون أكثر من 865 مدرسة من أصل أكثر من 920 مدرسة».
وأضاف، ان «هذا الاضراب بين التفاف المعلمين حول نقابتهم»، مشيراً إلى أن «هذا الاضراب جاء لإصلاح العملية التربوية وهو عنوان كبير تحت طياته الكثير من المفاصل ومنها اختيار طاقم وقيادة تربوية كفوءة من رحم المدرسة»، مبيناً أن «في العراق أكثر من 700 ألف معلم ومدرس بينهم أكثر من 13 ألفا من أصحاب شهادتي الدكتوراه والماجستير وليس من المعقول أنه ليس من بينهم كفاءات قادرة على قيادة الوزارة والنهوض بالعملية التربوية، لاسيما أن الكثير منهم له باع طويل في مفاصل العملية التربوية”.
وذكر مرعي، أن “اليوم الاثنين ستشهد المحافظة تجمعا لجميع المضربين ويشـارك فيها مسؤولو المحافظة في السلطتين التنفيذية والتشريعية اضافة الى اعضاء مجلس النواب والاتحادات والنقابـات المؤيدة لإضراب المعلمين”.
على صعيد متصل، أصدر مجلس محافظة كربلاء المقدسة بيان دعم لتنفيذ مطالب الملاكات التدريسية والتعليمية في المحافظة، وذكر البيان، أنه “في الوقت الذي يتبنى ويؤيد مجلس محافظة كربلاء المقدسة المطالب المشروعة للملاكات التدريسية والتعليمية في كربلاء المقدسة وهي (اصلاح القطاع التربوي، وتوفير السكن، والترفيع من تاريخ الاستحقاق وانصاف المحاضرين المجانيين، واطلاق حملة وطنية لبناء المدارس، فإن مجلس المحافظة يعمل بقوة وجد لتحقيق تلك المطالب على مستوى السلطات الاتحادية التشريعية والتنفيذية وعلى المستوى المحلي لما تقوم به هذه الشريحة المهمة من دور مهم في بناء الوطن والمواطن ومن أجل فسح المجال لهذه الملاكات للتعبير عن مطالبها المشروعة بالوقفات الجماعية”، وأمر المجلس بمنح إجازة رسمية ليومي أمس الأحد واليوم الاثنين لجميع الكوادر التدريسية في المحافظة.
كما نفذ فرع نقابة المعلمين في النجف الأشرف، إضراباً عاماً عن الدوام، وتجمع عشرات المعلمين والمدرسين أمام مبنى النقابة في النجف للمطالبة بحقوقهم.
وقال نقيب معلمي النجف محمد البديري في تصريح لـ “الصباح”: إن “الاضراب جاء لرفع صوت المعلم بمطالبه المشروعة، التي رفضتها ولم تحققها الحكومات المتعاقبة”، داعياً الى “وقفة جادة من المعلمين في النجف وفي جميع أنحاء العراق للدفاع عن المؤسسة التعليمية”.
وفي واسط، أعلن المحافظ محمد جميل المياحي، تعطيل الدوام في المدارس ليومين فقط (أمس الأحد واليوم الاثنين)، مبينا أن ذلك جاء لفسح المجال أمام الملاكات التعليمية في تربية المحافظة للمطالبة بحقوقها المشروعة.
وأوضح معاون محافظ واسط للشؤون الثقافية حيدر جاسم لــ»الصباح»، أن «المحافظ محمد المياحي وجه مديرية تربية المحافظة بمنح الكوادر التعليمية والتدريسية اجازة وتعطيل الدوام في المدارس ليومي الاحد والاثنين، على أن يستأنف الدوام الرسمي للفصل الثاني يوم غدٍ الثلاثاء الموافق 19 شباط»، مشيرا الى ان «تعطيل الدوام جاء من اجل فسح المجال امام الملاكات التعليمية والتدريسية لتنفيذ الاضراب الذي دعت اليه نقابة المعلمين للمطالبة بحقوقها».
من جانبه، أكد نقيب المعلمين في واسط حارث النعيمي، أن الكوادر التعليمية والتدريسية نفذت إضراباً من خلال إقامة وقفات جماعية للمطالبة بالحقوق الشرعية، التي تضمنت المطالبة بشمول المعلمين بتوزيع قطع الاراضي السكنية وتفعيل قانون حماية المعلم واحتساب الترفيع من تاريخ الاستحقاق.
وفي الديوانية التي شاركت في الإضراب، قال مسؤول الإعلام في نقابة المعلمين في المحافظة: ان «إضراب المعلمين يهدف لإيصال صوت المعلم للمطالبة بقطع الأراضي ورفع التسكين وتغيير المناهج وتحسين الواقع التعليمي وكذلك ابعاد غير المهنيين الموجودين في وزارة التربية».
أما في البصرة، فقد شهدت المحافظة مشاركة آلاف المعلمين والمدرسين في الإضراب، وقال مسؤول العلاقات العامة في نقابة المعلمين فرع البصرة شاكر رجب: إن “جميع معلمي ومدرسي المحافظة استجابوا للإضراب وتم تعطيل الدوام في كافة المدارس”، مهدداً بإعلان إضراب مفتوح “في حال عدم الاستجابة لمطالب المعلمين وأبرزها الحصول على قطع أراض واحتساب الترفيعات واقرار قانون حماية المعلمين”.
كما أعلن مجلس محافظة بابل، تعطيل الدوام الرسمي في مديرية التربية وكافة مدارس المحافظة تضامناً مع مطالب المعلمين، وذكر عضو المجلس راضي الجبوري، انه “تضامناً مع مطالب شريحة المعلمين المشروعة وعرفانا بدورهم الكبير في بناء وتوعية المجتمع قرر المجلس تعطيل الدوام الرسمي في مديرية تربية بابل ومدارس المحافظة كافة ليومي الأحد والاثنين”.
وفي ذي قار، أعلن مجلس المحافظة أمس الأحد، استجابة أكثر من 90 بالمئة من الكوادر التدريسية والتعليمية لدعوات نقابة المعلمين العراقيين بالإضراب عن الدوام الرسمي، وبين رئيس لجنة التربية بالمجلس شهيد الغالبي أن «المحافظة قد تحصل على المرتبة الأولى بنسبة الاستجابة لإضراب المعلمين»، مشيرا إلى «تفاعل الكثير من المسؤولين في المحافظة مع هذا الاضراب».
كما شارك مئات المعلمين والمدرسين في الاضراب في محافظة ميسان.
دعم وتأييد
إلى ذلك، أعلن رئيس تحالف الاصلاح والاعمار السيد عمار الحكيم ، تضامنه مع نقابة المعلمين على أحقية المطالب المطروحة من قبلها.
وذكر بيان للحكيم تلقته “الصباح”، “نعلن تضامننا مع نقابة المعلمين على احقية المطالب المطروحة من قبلها باعتبارها مشروعة وتسهم في بناء مؤسسات الدولة، كما نتعهد بالعمل على دعم مطالبها عند السيد رئيس مجلس الوزراء”، كما أكدت كتـلة الحـكمـة النـيـابيـة في بيان مـشابـه، دعـمـها الـكامل واللامحـدود لمطالب المعلمين، فيما طالبت بإصلاح الواقع التربوي.
بدورها، دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، الحكومة الى التعامل بإيجابية مع المطالب المشروعة لمعلمي العراق، وقال عضو المفوضية أنس اكرم محمد في بيان تلقت “الصباح” نسخة منه: إن “اغلب مطالب معلمي العراق هي حقوق مستحقة لهم واجبة التنفيذ قانونا من قبل وزارة التربية والحكومة الاتحادية، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال إهمالها أو أغفالها او التقاعس عنها كونها حقا ملزما لا امتيازا ترفيا”.