الفنان بلاسم عجوب من جيل الستينيات من القرن الماضي، اول ظهور له كان في برنامج “ ركن الهواة “ الذي يقدمه كمال عاكف، درس في معهد الفنون الجميلة ومن ثم في كلية الفنون الجميلة، يعشق الغناء وعمل مدرساً في معهد الفنون الجميلة، وعلى الرغم من مسيرته الطويلة في مجال الفن واسلوبه المميز بالغناء والمقدرة على التلحين، الا انه لم يحقق الشهرة التي تتناسب وامكانياته الفنية، والسبب وراء تعثره في الوصول الى ضفاف الشهرة هو الخجل الذي ظل ملازماً لشخصيته.
صفحة “ موسيقى وغناء” التقت الفنان بلاسم عجوب ليعترف لنا وبقلب مفتوح عن السبب وراء تأخر شهرته ودار بيننا هذا الحديث الذي يتسم بالصراحة والشفافية.
يقول عجوب: “احببت الغناء مذ كنت طفلاً، اتأثر بالكلام واللحن وافكر كيف صاغ الملحن هذه الكلمات في أغنية!!.. فكان ارتباط روحي يشدني للموسيقى والغناء، وأخذت استمع بشغف لكبار المغنين، حاولت تعلم الموسيقى وكنت اتلقى دروساً في العزف على آلة العود على يد شخص مكفوف”.
جمال الصوت ربما انتقل اليه بالوراثة من خلال والده الذي كان يتمتع بصوت شجي، وكان شيوخ قضاء المسيب يطلبونه للغناء، ويذكر ان والده عندما يغني، كان هذا الخبر ينتشر ويشيع بين الناس فيقف الناس على جانبي النهر ينتظرون مجيئه، وكان “اسطة محمد” يأتي مع الشيوخ في بلم يتوسط النهر ويرتفع صوته بالغناء، ورغم انه امي لا يقرأ ولايكتب، الا انه كان يجيد قراءة المقام على نحو ساحر، وبالاخص مقام “ البنجكاه”.
تأثر الفنان بلاسم عجوب بوالده ويقول “ كان والدي يشجعني على الغناء، لكنني كنت خجولاً جدا، كان ينصحني ان أقرأ نشيداً بشكل انفرادي بالمدرسة.. ومرة اراد مني المعلم ان اغني بعدما عرف ان صوتي جميل، وظل المعلمون الاخرون والزملاء يشجعونني، لكنني لم استطع الغناء، وعندما كبرت ظل الخجل يرافقني”.
ويضيف “ في احدى المرات طلعت بحفلة انا والفنان محمد كريم والفنان صباح غازي، في بيت قرب الجامعة المستنصرية، غنى محمد كريم بشكل جميل جداً، وعندما جاء دوري شعرت ان فمي قد تخيط، مع محاولات الاخرين لحثي على الغناء، لكنني لم اقو على الغناء، ومع ذلك وجدت في الغناء متنفساً لهمومي ومشاعري”.
يؤكد الفنان عجوب ان الخجل هو العائق وراء عدم تحقيق الشهرة والنجومية، فهو يأخذ من طاقة الفنان بما يقارب 60 % حينما يفتقد الفنان الى الجرأة في مواجهة الناس والكاميرا.. ويضيف لم اتجاوز مشكلتي مع الخجل الى الان ومازلت اشعر برهبة الجمهور، وعندما اغني فأنا لا انظر الى الناس، ومع ذلك احييت كل حفلات كلية الفنون الجميلة عندما كنت طالباً، ومازلت متواصلاً بالغناء وانتاج الاغاني.
قدم الفنان بلاسم عجوب مجموعة من الاغاني العاطفية منها:” بيني وبينك عهد الله”، وأغنية “ حنين القلب”، وأغنية “ مهما يكون “، واغنية “ ودعتك ودموعي بعيوني”، واغنية “ شيصير الزمن”، وآخر أغنية سجلها قبل ايام كانت بعنوان “ اسأل القلب والعين”.
وفي ختام حديثه يقول” كلما كان الفنان عنده الشجاعة في مواجهة الناس كان نجاحه مضموناً مع توفر الموهبة، وكلما كان خائفاً، فانه يفشل في تحقيق ما يطمح اليه، حتى محمد عبد الوهاب كان يتحاشى الحفلات وكان يرتبك عندما يجد اثنين يتشاوران ويؤشران عليه”.