تناسٍ واستحقاق

اسرة ومجتمع 2021/06/19
...

سعاد البياتي
في كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين، في النصف من شهر حزيران، وحقا «يكون لهذه المناسبة استذكار» يليق بالذين افنوا حياتهم لخدمة المجتمع والأسرة على وجه الخصوص، لذا ومن منطلق حمايتهم وتقديم كل الدعم والعناية لهم فمن الواجب ان يراعوا في مجالات الحياة كافة، سواء بالدعم المعنوي والمادي والصحي وكذلك الاجتماعي، اذ يتطلب ذلك الابتعاد عن الاساءة لهم بكل ما يتعلق بحياتهم الماضية واللاحقة، كونهم العنصر الداعم لنا ولكل الاجيال المقبلة، لاسيما وهم يمتلكون خبرات وتجارب تعد دروسا للحياة، نستمد منها لبناء جيل يعتمد ويدرس ما توصلوا اليه وما تعلموا من الماضي، الذي لم يمض الا وهم اقوياء بتلك المكتسبات .
فالاساءة البدنية والنفسية والعاطفية والمالية، تفضي الى تبعات غير مقبولة عند الخالق عز وجل، ولدى الكثير ممن يسعون الى وضع برامج لرفع الحيف عن هذه الفئة، فتاريخ النصف من حزيران فرصة سنوية، التي يرفع فيها العالم صوته معارضا اساءة معاملة بعض اجيالنا الأكبر سنا وتعريضهم للاضطهاد، والاجراء المناسب والحقيقي الآن في منحهم الثقة والحب والتعامل الجيد ومراعاة صحتهم بالدرجة الاساس، لاسيما في ظل انتشار فيروس كورونا، اذ من الطبيعي أن توفر لهم العلاجات المناسبة وحمايتهم منه بشكل عادل ومقبول، وفي كل ما يجعله سعيدا ومقبولا وسط فوضى التناسي والنسيان، الذي نشهده اليوم بحقهم وضعف الرعاية والامكانيات التي تمكنهم من العيش بكرامة وراحة بال، بعد أعوام من التعب والمعاناة والعمل بإخلاص.
 لذا من الطبيعي أن تتم الاستجابة عالميا الى حماية حقوقهم، وكشف ومعالجة إساءة معاملتهم فى سياق ثقافي مبرمج، ووضع خطط تمكنهم من العيش بمستوى معيشي جيد، وأن تحدد اولويات احتياجاتهم الطبية والمالية وباستحقاق، فضياع فرصة مراعاتهم وعدم التعرض لهم «قولا وفعلا» يعد من الموبقات التي لايرضاها الله ولا المجتمع المتحضر.
فالإساءة لهم تعد قضية اجتماعية عالمية تؤثر في صحة وحقوق ملايين كبار السن حول العالم، وهي تستحق اهتمام المجتمع الدولي وبلدنا بالذات، حيث يقبع المئات من المسنين تحت وطأة الفقر والمرض والعجز المادي والعنف احيانا.
ألاتستحق هذه الفئة من المؤسسات المعنية رعاية تامة وبكل المجالات التي تضمن لهم العيش الهادئ المريح بعد رحلة ومعركة شرسة مع الحياة (نتمنى ذلك).!