إطلاق الخطة الخاصَّة بدعم تمكين المرأة ومشاركتها سياسياً
ريبورتاج
2021/06/21
+A
-A
بغداد: الصباح
قال الأمين العام لمجلس الوزراء حميد نعيم الغزي: إن تعزيز مشاركة المرأة العراقية يعمق حضوره بقوة في معادلة المستقبل، وذلك لما أثبتته من خبرة، وما أظهرته من كفاءة في ممارسة العمل السياسي والبرلماني. وذلك خلال مؤتمر إطلاق الخطة التنفيذية لدعم المشاركة السياسية للمرأة في انتخابات 2021 في قاعة جلجامش بفندق بابل ببغداد.
وتشكلت الخطة التنفيذية لدعم المشاركة السياسية للمرأة في الانتخابات البرلمانية العراقية التي من المقرر إجراؤها في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل والذي يرعاه الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي بموجب الأمر الديواني رقم 32 لسنة 2021، وتضم 11 جهة تمثل وزارات وهيئات غير تابعة لوزارة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وشبكة الإعلام العراقي، وجهات أخرى.
تمكين المرأة سياسياً
والهدف من تشكيل اللجنة هو تمكين المرأة سياسياً والمشاركة في الانتخابات المقبلة، إذ لن يقتصر عملها خلال مدة الانتخابات، وإنما سيستمر الى ما بعدها، خاصة بعد وضع خطة تنفيذية شاملة لدعم المرأة المرشحة والناخبة، وضمان مشاركة المرأة في الانتخابات العامة، فضلاً عن حماية المرأة المرشحة من مختلف أنواع العنف الذي يمارس ضدها والذي يحد من مشاركتها، علاوة على تدريب وتأهيل الجهات ذات العلاقة في مجال دعم وإسناد دور المرأة المشاركة في الانتخابات.
وأكدت اللجنة أهمية توحيد الجهود القطاعية كافة بضمنها الجهات المعنية في إقليم كردستان العراق لتقديم الدعم والإسناد للمرشحات، من خلال الدورات والندوات التثقيفيَّة التي ستقيمها اللجنة في هذا المجال، بينها حمايتهن من التضليل الإعلامي.
وحددت اللجنة أربع ركائز رئيسة في إدارة عملها تمثلت بـ (مشاركة المرأة سياسياً والحماية والقوانين والتشريعات والوعي المجتمعي)، كما دعت إلى ضرورة إشراك منظمات المجتمع المدني أثناء مراحل الإعداد والتنظيم.
خوض التنافس الانتخابي
وانطلاقاً من مهام دائرة تمكين المرأة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ومسؤولياتها بادرت الى تأليف لجنة عليا لدعم مشاركة المرأة، لا سيما في الانتخابات، إذ أصدر الأمين العام لمجلس الوزراء أمراً ديوانياً لتشكيل اللجنة التي ستشرف على مشاركة المرأة في انتخابات مجلس النواب.
كما وباشرت الدائرة بالتنسيق مع الجهات القطاعية المسؤولة عن التنفيذ، والتنسيق مع المجلس الأعلى للمرأة في إقليم كردستان، ومنظمات المجتمع المدنــــــــــي، بحسب ما قالتــــــــه د. يسرى كريم التي تابعت بقولها إنَّ خطة دعم مشاركة المرأة السياسيَّة غطت مجالات تحسين وتطوير الأنظمة والإجراءات الخاصة بالعملية الانتخابية، والآليات الخاصة بحماية المرشحات وحملاتهن الانتخابية، وبناء قدراتهن وتطوير مهاراتهن لتمكينهن من خوض التنافس الانتخابي.
مؤكدة على أنَّ «الخطة تأتي في سياق التزام الحكومة ببرنامجها الحكومي بإجراء الانتخابات المبكرة، والمشاركة الفاعلة للمرأة فيها».
بناء الإنسان والعمران
وفي ظلّ التحديات التي واجهت المرأة العراقية خلال الدورات السابقة في الانتخابات البرلمانية، تحاول الخطة التنفيذية التي هي الأولى من نوعها في البلاد دعم المشاركة السياسية للمرأة، في وقتٍ يقترب العراق فيه من حدث مهم وحساس، ألا وهو الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقال الأمين العام لمجلس الوزراء حميد نعيم الغزي، خلال إلقاء كلمته في المؤتمر، إنَّ: تعزيز مشاركة المرأة العراقية يعمق حضوره بقوة في معادلة المستقبل، وذلك لما أثبتته من خبرة، وما أظهرته من كفاءة في ممارسة العمل السياسي والبرلماني، وما بذلته من جهود متميزة في مجالات التشريع والتنفيذ، بما يخدم دعم وصيانة المشروع الوطني في محاربة الفساد، والإصلاح، والتنمية.
كما أنَّ الحديث عن مشاركة المرأة العراقية في مراكز صنع القرار، ومساهمتها في مسيرة البناء والإعمار، ينطلق - بحسب الأمين العام لمجلس الوزراء - من قوة حضورها في المشهد العام، وصورته القديمة الجديدة، حيث يحرز العراق في هذا المجال سبق الريادة والإنجاز في المنطقة بشأن مشاركة المرأة العراقية في التصدي للمسؤولية، والتضحية في مواجهة الإرهاب، ودعم تجربة العراق الديمقراطية، فضلاً عن بذلها الجهود المتميزة في ترميم بنية المجتمعات الهشة وجهدها المتواصل لمساندة مساعي تشريع القوانين الضرورية الساندة.
ولكي لا نقع في الخطأ ذاته، كان هناك مقترحٌ لتشكيل لجنة عليا لحث المرأة على المشاركة في الانتخابات وحمايتها أيضا، وفق تعبير الغزي الذي بين، أنَّ الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومن خلال دائرة تمكين المرأة لها الدور الحيوي، والأثر الفعّال لإسهامة المرأة وتمكينها، بهدف توسيع نطاق مشاركتها واستثمار طاقاتها الخلاقة في مؤسسات الدولة، وأن الأمانة العامة لمجلس الوزراء تتطلع إلى تحقيق الطموحات بشأن دعم مشاركة المرأة في مهمة بناء الإنسان والعمران في العراق، وهي على استعداد دائم لتوفير جميع الإمكانيات الفنية والقانونية لتكييف فعل المشاركة، وإطلاقه في الفضاء العام، بما يرفع من مكانة العراق في المحافل الإقليمية والدولية.
وثمن الأمين العام لمجلس الوزراء، في نهاية حديثه الدور البارز للجنة المعنية بتمكين المرأة سياسياً، ومنظمة الأمم المتحدة والمنظمات المحلية والدولية وكل الشركاء الدوليين، والجهات الساندة من مختلف القطاعات، لمساهمتهم الفاعلة في هذا المجال، من أجل تحقيق الأهداف السامية لعمل اللجنة.
الأمم المتحدة
أما نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة إنغيبيورغ سولرون غيشلادوتير فقد تناولت خلال حديثها في المؤتمر الجهود المبذولة في إنجاح هذه الخطة.
وقالت إنَّ «مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية خطوة مهمة جداً لتطوير المجتمع على المستويات كافة».
وذكرت أنَّ الأمم المتحدة في العراق كانت على تماس مباشر بمجلس الوزراء وبالقرب من أصحاب القرار وأصحاب الشأن، وكذلك مع ممثلات عن منظمات المجتمع المدني والكثير من الأطراف المشاركة في تنفيذ خطة تمكين المرأة سياسياً.
كما وأكدت نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة عبر حديثها أنَّ «المرشحات في الانتخابات البرلمانية العراقية يواجهن تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية» لذا فإنَّ مهمة الدعم والتمكين ستحتاج الكثير من الجهود.
كما وشدّدت غيشلادوتير على أنّ «الأمم المتحدة في العراق لن تتخلى عن دورها في دعم المرأة العراقية وتمكينها سياسياً».
القانون الانتخابي
أما كلمة رئيس لجنة المرأة والأسرة والطفل في مجلس النواب العراقي ميسون الساعدي فقد ركزت على القانون الانتخابي رقم (9) لسنة 2020 واستعرضت ثلاث مواد منه.
إذ أقر القانون حصص المكونات في الفقرة ثانياً من المادة للمسيح والمكون الايزيدي والصابئي والشبكي والكرد الفيليين. كما واشترطت المادة 14 من ذات القانون عند تقديم القائمة المفتوحة أنْ يراعى تسلسل النساء بنسبة امرأة بعد كل ثلاثة رجال لتحقيق ما يعرف بكوتا النساء. في حين جاءت المادة (16) لتقر بأنْ تكون نسبة تمثيل النسـاء بما ﻻ يقل عن (25 %) من عدد أعضاء مجلس النواب. ثانياً: تكون نسبة تمثيل النساء بما ﻻ يقل عن (25 %) من عدد أعضاء مجلس النواب في كل محافظة.
وقالت النائبة إنَّ «مجلس النواب العراقي داعم وبقوة لجنة المرأة والأسرة والطفل بكل جهودها لمشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية المقبلة».
المشاركة السياسية
وترى عضو مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات الدكتورة أحلام الجابري بوصفها رئيسة اللجنة العليا المشرفة على مشاركة المرأة في انتخابات مجلس النواب المقبل، أنَّ تمكين المرأة من العمل السياسي يستلزم توفير بيئة مناسبة تسهم في بناء ركيزة أساسية.
وقالت عبر حديثها إنَّ «الأمر يتطلب تعزيز دور المرأة من خلال رفع نسبة مشاركتها السياسية وتسنمها المناصب القيادية والإدارية على المستويات كافة».
وتناولت الجابري في حديثها أهمية الدور الذي تلعبه اللجنة المشكلة بموجب الأمر الديواني (32) في توفير بيئة مناسبة لتمكين المرأة كناخبة ومرشحة ووضع معالجات للمفاهيم المجتمعية الخاطئة التي تعيق مشاركتها من خلال الخطط والبرامج الداعمة.
وتحدثت الجابري في كلمتها عن مشاركة المرأة في العملية السياسية بالوقت الراهن وكيف أنَّ هذا الأمر يستلزم الاختيار الدقيق للشخصيات التي من شأنها أنْ تحدث نقلة نوعية في عملية البناء والتطوير.
كما وأثنت الجابري خلال المؤتمر على الجهد الحكومي المبذول ودور رئيس وأعضاء مجلس الوزراء والأمين العام لما قدموه من دعم مستمر لعمل مفوضية الانتخابات ولجنة دعم وتمكين المرأة.
اللجنة المشكّلة
ومن منطلق المسؤولية بدأت دائرة تمكين المرأة العراقية مهامها بالعمل وفق ضوابط وشروط خطة محكمة عرضتها ديار جاسم محمد خلال مشاركة ألقتها في المؤتمر.
إذ استعرضت خلال المؤتمر مفردات الخطة وحددت الفترة الزمنية للتنفيذ والجهات المنفذة والجهات الساندة لها.
وقد ضمت اللجنة المشكّلة العديد من الوزارات والجهات المعنية منها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وزارة الداخلية، مستشارية الأمن القومي، مفوضية حقوق الإنسان، هيئة الاعلام والاتصالات، شبكة الإعلام العراقي وغيرها من الأطراف المشاركة في دعم وتمكين المرأة سياسياً.
شبكة الإعلام العراقي
وقد قدمت الجهات المشاركة في هذه اللجنة خطة عمل خاصة بها، وتم إدراج هذه الخطط في خطة شاملة موحدة بدأ العمل فيها منذ يوم 17 من الشهر الحالي.
ومن مهام هذه اللجنة بحسب عضو أمناء شبكة الإعلام العراقي الدكتورة مارلين عويش هي ضمان مشاركة المرأة القادمة كـ (ناخبة ومنتخبة) في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وكذلك ضمان حماية المرأة المرشحة من كل أنواع العنف سواء كان عنفاً مادياً أو معنوياً.
وأيضا تحدثت عويش عن تدريب قدرات المرأة المرشحة وتأهيلها لغرض الدخول إلى قبة البرلمان العراقي ومشاركتها في العملية السياسية عبر العديد من الأنشطة والبرامج والندوات، فضلاً عن ورش العمل والمحاضرات التي ستقام ضمن الخطة الخاصة بدعم مشاركة المرأة، والمشكلة بموجب الأمر الديواني رقم (32 لسنة 2021) التي تشرف عليها دائرة تمكين المرأة العراقية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء عليها.
ويتمحور دور شبكة الإعلام العراقي في إقامة الندوات والندوات وورش العمل الخاصة بتمكين المرأة إعلامياً، بمعنى – كما قالت عويش- ظهور المرشحة إعلامياً، إذ ستخضع المرشحة لدورات في الخطابة والإلقاء، ومساندتها في وضع خطة لدعايتها الانتخابية، وكذلك تدريبها على فن الاتيكيت والتعامل مع الكاميرا لغرض الظهور الإعلامي المناسب، وغيرها من الجوانب الإعلامية التي ستتولاها شبكة الإعلام العراقي في تدريب وتطوير قدرات المرأة المرشحة.
وستتولى لجنة دعم المشاركة السياسية للمرأة متابعة تنفيذ مستويات التنفيذ إلى جانب متابعة التحديات وتحديد مؤشرات النجاح وفق أسس ومعايير قياس مديات النجاح.
أخبار اليوم
كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني تشيد بالتحول الإيجابي الذي تشهده شبكة الإعلام
2024/11/25 الثانية والثالثة