رحلة ابن فضلان.. احتفاءٌ في العالم.. ونسيانٌ في العراق

منصة 2021/06/21
...

  حسين محمد عجيل
تمرّ اليوم الاثنين- بصمت مؤسف في بغداد وعموم العراق - ذكرى حدث حضاري يتكرّر كل مئة عام، هو مرور 11 قرناً على انطلاقة الرّحالة البغدادي أحمد بن فضلان في بعثة رسميّة من مدينة السلام إلى مجاهل شماليّ أوربا، حاملا إلى ذلك المكان القصيّ في أطراف العالم المعمور آنذاك، مشعل التنوير الحضاري الذي كانت تمثله بغداد في ذروة مجدها، وأسفرت عن تدوين وقائعها المثيرة في كتاب خالد نجت مخطوطته الوحيدة من أهوال الزمان مبتورة النهاية.
فبناءً على طلب «ألْمَش بن يَلْطَوار» ملك الصّقالبة، من الخلافة العبّاسيّة أن تمدّ مملكته بمعلّمين ومرشدين ضمن بعثة دبلوماسيّة عالية المستوى، تُفقِّه شعبَه بالدّين الإسلاميّ وتعلّمهم، وتساعد المملكة على تحصين نفسها بوسائل الحماية القويّة من ممالك معادية تحيط بها، اختار الخليفةُ العبّاسيُّ المقتدرُ بالله أحمدَ بن فضلان من بين أعضاء البعثة- المكوّنة من خمسة رجال دولة فضلاً عن مساعدين آخرين- لقراءة رسالته على الملك وحمل هداياه إليه، وللإشراف على المعلّمين 
والمرشدين.
وكان للصّقالبة في مطلع القرن العاشر للميلاد مملكة تاريخيّة أزالها المغول في القرن الثّالث عشر للميلاد، كانت تقع على ضفاف نهر الفولغا في روسيا الاتحاديّة الآن.
 
من شواطئ دجلة إلى ضفاف الفولغا
انطلقت البعثة- الرّحلة من بغداد، يوم الخميس لإحدى عشرة ليلةً خلت من صُفَر سنة 309هـ، الموافق ليوم 21 حزيران سنة 921م، في رحلة طويلة وشديدة الخطورة، استغرقت 11 شهراً، قطع فيها أعضاءُ البعثة آلافَ الأميال بين الوديان والجبال والبراري والمفازات والأنهار الكبيرة، مارّين بكبرى مدن شرقيّ العالم الإسلاميّ وممالكه وأقاليمه وحواضره الزّاهرة: كرمانشاه، همذان، الرّي، سمنان، دامغان، نيسابور، سرخس، آمل، مرو، بلاد ما وراء النّهر، بخارى، خوارزم، ليخترقوا بعدها أراضيَ وقفاراً ممتدة وسهوباً ثلجيّة تقطنها قبائل التّرك الوثنيّة آنذاك، ثمّ ليجوسوا خلالَ مجاهل جنوبيّ روسيا، عابرين أنهاراً كبرى خطرةً ومناطقَ شاسعةً يغطيها الجليد، مختلطين بشعوبٍ وقبائلَ وممالكَ متباينةِ الثّقافات والعادات والمعتقدات، حتّى وصل أعضاءُ البعثة إلى مقصدهم القصيّ في أرض مملكة الصّقالبة على نهر الفولغا، الذي يصفه الجغرافيّ الشّهير ياقوت الحمويّ بأنّه «نهر عظيم شبيه بدجلة»، يوم الأحد 12 محرّم من سنة 310هـ، الموافق ليوم 12 أيّار من سنة 922م.
وبمراجعة خرائط الدّول الحديثة، يظهر أنّ مسار البعثة اخترق أراضيَ ست دول، هي: العراق، إيران، تركمانستان، أوزبكستان، كازاخستان، وروسيا الاتحاديّة، فضلاً عن جمهوريّتين في الاتحاد الرّوسيّ حالياً، هما: جمهوريّة باشقورتوستان التي أطلق ابن فضلان على سكّانها في رحلته تسمية (الباشغرد)، وجمهوريّة تتارستان التي تقع في أراضيها حاليّاً أطلال مدينة بُلغار حيث المكان الذي جرى فيه استقبال البعثة، وهي على مسافة قريبة من عاصمتها قازان ثالث أكبر مدن روسيا الاتحاديّة اليوم، وكان الصّقالبة يسكنون هذه الأراضي آنذاك قبل أن تصبح موطن شعب 
تتارستان.
 فضل ياقوت الحمويّ
قبل العثور على مخطوطة رحلة ابن فضلان في مشهد بإيران سنة 1924، كان يُعزى إلى ياقوت الحمويّ (المتوفّى سنة 626هـ= 1228م) فضلُ التّعريف بذلك الرّحّالة البغداديّ وبعثته، فقد نقل مقاطعَ مطّولةً من الرّحلة، في كتابه الشّهير «معجم البلدان»، الذي ظلّ المصدر الأساس لكلّ من جاء بعده، ذاكراً اسم الرّحاّلة إلى الجدّ الرّابع، ومعرّفاً باقتضاب بصفته الاجتماعيّة، مبيّناً طبيعة مهمّته، ومسار بعثته، وعودته إلى بغداد. وحين تنبّه جملةٌ من المستشرقين، ولا سيما الرّوس منهم، في مفتتح القرن التّاسع عشر، إلى أهميّة هذه الرّحلة، وكشفها عن بعض مجاهل التّاريخ البعيد لأقوام آسيويّة وأوربيّة لا يُعرف عنها شيء موثّق في المصادر الموازية، كان الحمويّ هو مصدرهم الأوحد حتّى إلى ما بعد عقدٍ من لحظة العثور على المخطوطة.
حظيت مخطوطة الكتاب باهتمام المؤرّخين والباحثين الأجانب قبل العرب، وتُرجمت إلى معظم اللّغات الحيّة، ثمّ حُقّقت نسختها العربيّة وصدرت عن مجمع اللّغة العربيّة بدمشق سنة 1959، ونُشرت في أكثر من طبعة، من المؤسف أنّها نُشرت كلّها خارج العراق، ممّا يثير أكثر من علامة استفهام مؤلمة، عن سبب هذا التّجاهل المؤسّساتيّ الرّسميّ لشخصيّة أثارت اهتمام العالم كلّه إلّا البلاد التي تنتمي لها.
 
رحلة استوحاها الفنّ العالميّ
انفرد ابن فضلان في الرّحلة التي دوّنها بعد عودته إلى بغداد، بتوثيق مبكّر لتاريخ منطقة بِكْر من عالم القرون الوسطى تقع في أقصاه، وبمزجها ما بين الجانب التّسجيليّ، وإن كان عامّاً، إطاريّاً، غيرَ مفصّل، في الرّحلة، وهو ما يهمّ المؤرّخ المعنيّ بالبعد الزّمنيّ موشّحاً بوصف المكان، والشّخوص الفاعلين ومَن يمثِّلون، والوقائع والأحداث والرّبط السّببيّ بينها، من جهة، وبين غنى الجانب الخاصّ بعلم الإنسان وعلوم الجغرافيا والاجتماع والاقتصاد، من جهة ثانية، فدوّن أشتاتاً من كلّ ما سبق بلغة رشيقة لمّاحة، فيها الكثير من الحيويّةّ والذّكاء والطّرافة، متجاوزاً الحدود الرّسميّة التي كان يمكن أن تقيّده، بوصفه عضواً بارزاً في بعثة دبلوماسيّة دوليّة، يحمل رسالةَ عاهلِ أكبرِ امبراطوريّة في ذلك الزّمان، إلى كتابة رحلة ممتعة سبك فيها بمهارة فيضاً من المعلومات والمشاهدات العيانيّة، فبدت وكأنّها قطعةً أدبيّةً يغلب عليها الحوار والوصف والترقّب والتّشويق والسّرد القَصصيّ الحيّ والانتقالات المثيرة، وهو ما يهمّ الأديب والشّاعر والفنّان والقارئ العامّ. إنّ مهارة ابن فضلان الكتابيّة التي مكّنته- على غير مثال سابق- من إثارة اهتمام كلّ هؤلاء الشّخوص المتباينيّ الاهتمامات وجذبهم بشدّة إلى قراءته، لَتؤهّله أن يوصف بالأديب، فهو يحمل كثيراً من خصائصه؛ وقد فتحت محاولته المبكّرة الباب لظهور نمط كتابيّ جديد هو أدب الرّحلة، حتّى أنّ شاعراً رائداً كعبد الوهّاب البيّاتي قال في حوار صحفيّ عن رحلة ابن فضلان: «أثّرت فيّ جدّاً. هو ليس أديباً ولكنّها مكتوبة بلغة أدبيّة رائعة جدّاً، بعيدة عن السّجع وما أشبه، حتّى ليبدو أنّ كاتباً من القرن العشرين قد كتبها». ولذلك فلم يكن غريباً أن تُستلهم هذه الرّحلة في الأدب والفنّ عالميّا، ومن نماذج ذلك لوحة شهيرة للرسّام الرّوسيّ هنري سميرادسكي (1843-1902م)، محفوظة في المتحف التّاريخيّ بموسكو حاليّاً، ورواية «أكلة الأموات» للأمريكيّ مايكل كرايتون الصّادرة سنة 1976 وحقّقت أرقام مبيعات غير مسبوقة، ثمّ أنتجت فيلماً هوليوديّاً شهيراً سنة 1999 بعنوان «المحارب الثّالث عشر» مثّل دورَ ابن فضلان فيه الممثلُ الأسبانيّ أنطونيو بانديراس، وشارك معه النجم المصريّ عمر الشّريف، ثمّ أُنتجت مسلسلاَ عربيّاً بعنوان «سقف العالم»، على ما تسبّب به هذا الاستلهام الرّوائيّ والسّينمائيّ والتّلفزيونيّ من تشويش واضطراب طال بعض الأوساط العلميّة، ونتج عنه خلط مؤسف لدى كتّاب وباحثين عرب بين النّصوص التّاريخيّة والخيال الرّوائيّ الجامح في الرّواية، الذي نقله إلى البلاد الاسكندنافية مع أنّه لم يطأها.
 
احتفاء تتارستانيّ وتجاهل عراقيّ!
وفضلاً عن الاهتمام الاستشراقيّ المنقطع النّظير بهذا الرّحّالة ورحلته، حظي ابن فضلان بإحياء ذكراه في الأرض التي كان قصدها، وهي اليوم جمهوريّة تتارستان ذات الأغلبيّة المسلمة بروسيا الاتحاديّة، التي قرّر برلمانها سنة 2010 عدّ يوم وصوله إلى أراضيها (في 12 أيّار من كلّ عام) اليومَ الوطنيَّ لها، وأخذت تنفّذ مشروعاً طموحاً بكلفة 100 مليون دولار، للتّنقيب عن الآثار في أطلال مدينة بلغار العاصمة القديمة لمملكة الصّقالبة حيث التقى هناك ابنُ فضلان بملكها، وإعادة بناء أو ترميم المساجد والمآذن التّاريخيّة والمباني القديمة فيها، وإقامة متحفٍ كبير باسم ابن فضلان ضمّ مصاحف ومخطوطات ولقى أثريّة، يتوسّطه أكبر مصحف في العالم، فضلاً عن فسيفساء كبيرة نُفّذت بإيطاليا تمثّل مشهد وصول بعثة ابن فضلان ولقائه بالملك، ولحظة قراءته عليه كتاب الخليفة. هذا على المستوى الرّسميّ، أمّا شعبيّاً، فقد اعتاد أبناء شعب تتارستان وأسلافُه الصّقالبة البُلغار، أن يحتفلوا سنويّاً بيوم وصول ابن فضلان، وأن يحجّوا في ذلك اليوم حاملين الرّايات الخضر إلى أطلال بُلغار من مناطقهم القريبة والبعيدة، في مسيرة جماعيّة راجلة يُشارك فيها النّساء والرّجال
والأطفال.
إنّ كلّ هذا الشغف بميراث ابن فضلان، كان ينبغي أن يحدث مثيلٌ له، أو أكثر، في الوطن الذي ينتمي له الرّحّالة، وانطلقت منه الرّحلة، لكنّ الوقائع تشير- من أسفٍ- إلى غير ذلك، وقد آلمني هذا التّجاهل شخصيّاً، وكنتُ أترقّب منذ زمن ليس قصيراً حلول ذكرى مرور 11 قرناً على انطلاق الرّحلة، متطلّعاً إلى أن تنهض الجهات الثّقافيّة الرّسميّة بواجباتها حيال هذه المناسبة الحضاريّة، التي تتمنّى دول في العالم والمحيط أنّ لديها شيئاً من هذا الميراث الجليل، لتحييه في احتفالات باهرة تكون محطّ فخر لشعبها. ولأجل ذلك بادرتُ قبل عامين بالضّبط، يوم 21 حزيران 2019، فقدّمت مشروعاً متكاملاً إلى وزارة الثّقافة في عهد وزيرها السّابق الدّكتور عبد الأمير الحمداني، بوصفها الجهة الرّسميّة المنوط بها إحياء مثل هذه المناسبات، مقترحاً تنظيم عدّة فعالياّت ترعاها الوزارة بالتّنسيق مع وزارات الثّقافة في الدّول الخمس الأخرى التي مرّت بها البعثة فضلاً عن الجمهوريّتين الرّوسيّتين، بمفردات تليق بفرادتها وبسمعة البلاد وبتطلّعات نخبها، وكنت آمل أن يلقى مشروعي الاهتمام، وأن تتبنّاه الوزارة وتُغنيه، وأن تسعى لتأمين تخصيصات ماليّة مناسبة له في موازنتها لسنة 2020 وسنة 2021، ولكن كان من المحزن أنّ المتابعة المضنية لملفّ المشروع في دوائر الوزارة، قادت إلى القنوط من أيّ أمل بتولّيها مثل هذا التّوجّه الثّقافيّ التّنويريّ.
 
أثرُ مقالةٍ في جريدة (الصباح)
وكنتُ اثر ذلك قد كتبتُ، وقبل نحو خمسة أشهر، مقالةً عن تفاصيل المشروع والنّهاية المحزنة التي آل إليها، غطّت صفحةً في عدد جريدة (الصّباح) الصّادر يوم الأحد 17/ 1/ 2021، وجاءت بعنوان «11 قرناً على انطلاق بعثة ابن فضلان من بغداد إلى شماليّ أوروبا» مع تساؤل بخطٍّ عريض: «كيف سيحيي العراقُ هذا الحدثَ الحضاريّ في حزيران المقبل؟»، وفيها شرح مقتضب لتسع مفردات رئيسة اقترحتُها لإحياء المناسبة، وذكرتُ فيها أنّ من واجب وزارة الثّقافة والسّياحة والآثار، في عهد وزيرها الجديد الدّكتور حسن ناظم، أن تفكّر على نحو جدّيّ في إحياء هذه المناسبة بمفردات احتفاء لائقة، وبما يناسب ظروف الجائحة، وأن تبادر بإصدار طابع تذكاريّ يخلّد الرّحّالة وكتابه الفريد، وبيّنتُ أنّ أهمّ ما ينبغي على الوزارة في رأيي، أن تسعى لتحويل مسار رحلة البعثة بين بغداد وبُلغار، بمحطّات المدن التّاريخيّة العظيمة التي اخترقتها، إلى مسارٍ ومزارٍ سياحيّ عالميّ، أشبه بطريق الحرير- فمسار الرّحلة في الأساس جزء من هذا الطّريق التّاريخيّ الذي شرعت الصّين في إحيائه- وذلك يمكن أن يدرّ مدخولاتٍ ماليّةً ضخمةً على الدّول السّت جميعاً، ويفتح آفاقاً للانفتاح الثّقافيّ والتّعاون العلميّ والتّكامل الاقتصاديّ بينها.
 
تواصل متأخّر
وكنت آمل أنْ تكون ثمّة استجابةٌ من الوزارة في شتاء 2021، تمسح بعض ملامح الصّورة القاتمة التي تشكّلت عن أدائها غير الموفّق صيف سنة 2019، لكنّ الأشهر مرّت من دون أن تظهر بادرةٌ تدلّ على استجابةٍ ما لدعوة إحياء المناسبة، حتّى قبل 19 يوماً، حين اتصلت بي موظّفة من مكتب وكيل الوزارة يوم الأربعاء 2 حزيران الجاري، وذكرت أنّ الوزير كان قد حوّل ملفّ المشروع إلى المكتب، وأمر بتشكيل لجنة لدراسته، وبيّنتْ أنّ اللّجنة لم تتمكّن من عقد اجتماعها الأوّل إلّا اليوم بسبب ظروف الجائحة، وأّنها ستبعث إليّ بمحضر اجتماعها قريباً، ثمّ تتواصل معي لتحديد موعد اجتماع ثانٍ للجنة أكون مشاركاً به.
ومع أنّ الوقت المتاح أصبح بالغ القِصَر، فقد شكرتُ اتصالها وأبديتُ استعدادي للتّعاون. ولاحظتُ أنّه نُشر في موقع الوزارة الرّسميّ بعد أربعة أيّام خبرُ اجتماع اللّجنة، وجاء فيه: «بتوجيه وزير الثّقافة والسّياحة والآثار الدّكتور حسن ناظم، عقدت اللّجنة التّحضيريّة والعلميّة المشكّلة برئاسة وكيل الوزارة عماد جاسم وعضويّة عدد من المختصّين في دوائر الوزارة، لدراسة مقترح المشروع المقدّم من قبل الباحث حسين محمّد عجيل، لإحياء ذكرى الرّحّالة البغداديّ أحمد بن فضلان، وذلك صباح يوم الأربعاء 2/6/2021. وجرى خلال الاجتماع الوقوف على الأهميّة الكبيرة لإقامة الاحتفاليّة، النّابعة من طابعها الثّقافيّ بترسيخ قيم السّلام والتّعايش والتّسامح بين الشّعوب، بالإضافة لأهميّتها التّاريخيّة باستحضار شخصيّة الرّحّالة البغداديّ، وتسليط الضّوء على هذا الحدث التّاريخيّ... وخلص الاجتماع لعدد من المقترحات والتّوصيات، تضمّنت تعاون عدد من دوائر الوزارة لإنجاز المشروع، وبالتّنسيق مع عدد من سفارات الدّول في مسار الرّحلة».
ربّما كان محتوى الخبر مقبولاً في مثل ظروف الجائحة، ولعلّه أوحى بشيءٍ من الأمل بتحرّكٍ يعوّض بعضَ ما فات، برغم ما يُسجَّل على ردّة الفعل من بطء، فما لا يُدرك كلّه لا يُترك جلّه كما يُقال.. ولكنّ مرّت الأيّام والمحضر المُنتظر لم يصل، ولا جرى الاتصال الموعود حتّى اليوم، وكاد يتبخّر ما تبقّى من هذا الأمل أيضاً، فها هي ذي المناسبة- التي لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام- تمرّ اليوم من غير احتفاء عراقيّ يليق بها، ومن دون أيّة فعّاليّة أو نشاط يُذكر..