تصارع من أجل البقاء الساعة اليدويَّة في منافسة مع الهواتف الذكيَّة

ريبورتاج 2021/06/21
...

 نافع الناجي
بتطور وسائل التكنولوجيا وثورة المعلومات والتقنيات الحديثة، باتت الكثير من الوسائل التقليدية في حربٍ مفتوحة مع المنتجات الحديثة التي تتناغم مع إيقاع الحياة الحديث والسريع في آن واحد، ومن ضمن ذلك، الساعات اليدوية التقليدية التي أخذت تنحسر يوماً بعد يوم وهي تصارع من اجل البقاء في حرب غير متكافئة مع مخرجات العصر الحديث.
ولا تجد الساعات اليدوية التي كنا نتباهى باقتنائها وارتدائها حول المعصم عوناً، خصوصا بعد التطور العلمي والمبتكرات السريعة والمتلاحقة، وظهور أجهزة الاتصال الحديثة والذكية (الموبايل) الذي قوّض كثيراً من قيمة الساعات والكاميرات وأجهزة التلفاز والتسجيل الصوتي وحتى الحاسبات، فضلاً عن ظهور ساعات رقمية حديثة مثل (ابل ووتش) و(سامسونغ كير) وغيرهما التي وفرت عشرات التطبيقات المهمة مثل اجهزة لفحص النبض وضغط الدم وحتى قياس السكر، وبالتدريج باتت قيمة الساعات اليدوية التقليدية تضمحل وتتضاءل، لتصبح مجرد تكملة للاناقة او الظهور الشخصي عند البعض، بينما يعتبرها البعض الآخر ضرورة ملحة لمعرفة الوقت، اذ تعود عليها منذ سنوات طويلة ولا يمكنه الاستغناء 
عنها. 
 
اقتصاديَّة وعمليَّة
 ريم أحمد عبد الله تقول {بالرغم من التطور التكنولوجي المتلاحق، إلا ان الساعة اليدوية مازالت مهمة وضرورية لدى الكثيرين في معرفة الوقت، كما تمثل أفضل هدية يمكن إهداؤها للآخرين}, وأضافت {اذا وددت أن تصبح هديتك طويلة البقاء عليك بالساعات القديمة، فكم من شخص من أقربائي مازال محتفظاً بأنواع عريقة ونادرة من الساعات السويسرية العتيقة التي لا تصدأ ولا تتوقف عن الدوران، فمازالت تلك الساعات تعمل وتحتفظ بقيمتها وجمالها، كما ان وجودها يعطينا أناقة ويشعرنا بالفخر ويجعلنا متمسكين بها، لاسيما كبار السن الذين يحتفظون بها لأنها اقتصادية وعملية أولاً، ولهم فيها ومعها ذكريات جميلة تذكرهم بأيام وشواهد خالدة في حياتهم، اذ كانت الساعات قديما تأخذ أشكالا جميلة وبعضها تحمل صوراً اسرية او مناسبات محددة}. 
 
تنظم حياتنا
اما إبراهيم حسين الجابري، فيرى ان {الساعات القديمة جميلة وعملية ولا تتعطل بسهولة كما لا تحتاج الى تكاليف صيانة، وهي مفيدة للغاية لمعرفة الوقت الذي ننظم من خلاله أمور دنيانا وآخرتنا} حسب رأيه، مستدركاً {لكن الإقبال على شراء الساعات، قد اختلف عن السابق، لكن لا يزال البعض يرغب في اقتناء الساعات الكلاسيكية، لاسيما القديمة منها مثل بعض البراندات والماركات العالمية المعروفة برصانتها وكفاءتها مثل باتك فيليب، لونجين، رادو، اوميجا، اوماكس، روليكس، تيسوت، كارتير، اورينت، سايكو، ستيزن ..الخ}.
 
رداءة المعروض
لكن جاسم طاهر الوائلي يقول، ان {ما يتم عرضه من أنواع الساعات المستوردة والمبهرجة في الاسواق المحلية حاليا، قد يكون جميلاً من ناحية الشكل والتصاميم والالوان، ولكن الملاحظ ان التجار والمستوردين يجلبون نوعيات رديئة للاسف الشديد وبأبخس الاثمان، وليست لها متانة وليست عملية على الاطلاق}، مضيفاً {لذلك تجد ان الاسعار مناسبة وبسيطة وفي متناول الجميع، لكن الماركات العالمية المشهورة مازالت تحتفظ بأسعار مرتفعة سواء كانت الساعات جديدة أو حتى قديمة ولهذا نشاهد الكثيرين لا يزالون يرغبون في اقتناء الساعات القديمة وحتى {الانتيكة} وخصوصا من كبار السن لأن هذه الشريحة تقدر قيمتها الفعلية وتحافظ عليها عند الاستخدام}.
 
منافسة ضارية
أما وسام عبد علي الربيعي (صاحب محل لبيع وتصليح الساعات) فيقول: ان {الطلب على الساعات ذات الاسعار المناسبة والتي لا تتجاوز حاجز الـ (10) آلاف دينار او اكثر بقليل يبقى مرتفعاً بحسب القدرة الشرائية في مجتمعنا العراقي، الذي تشكل الطبقات المتوسطة والفقيرة غالبيته}، وأشار
الربيعي الى أن {هناك موديلات ساعات يدوية مصنوعة بشكل عصري وجميل وجذاب دخلت الى الاسواق يرغب فيها الشباب بكثرة، اما كبار السن فمازالوا يحتفظون بساعاتهم ذاتها منذ عقود، ولأسباب كثيرة، لذلك نحن نقوم بصيانة هذه الساعات بشكل دوري وتوفير قطع الغيار لها ان تطلب الأمر رغم ندرة ذلك غالباً}.
وأضاف {بما يتعلق بالساعات الحديثة التي تملأ اسواقنا المحلية، فكثير منها استهلاكية وعمرها الزمني قصير نسبياً ويقتصر عملنا حولها في امكانية تبديل البطارية او السوار الإطاري الخارجي}، وحول منافسة ساعات الدجيتال للساعات التقليدية، أقر الربيعي انها ضارية وحتى الآن لا تبدو كفة أي منهما راجحة، لكن المعركة بينهما ستستمر ردحاً يطول او يقصر من
الزمن.