سرور العلي
تؤثر التربية الخاطئة في سلوك الطفل، وتجعل منه فاشلا، وتسبب له العديد من الاضرار لاحقا، وكون الأسرة هي المؤسسة الأولى لتربيته وترعرعه في احضانها، فلا بدّ من أن تكون ملمة بكل اساليب التربية السليمة، لمساعدته على النمو في بيئة مناسبة، وبناء شخصيته وجعله فردا سويا في المجتمع.
وقد يخطأ الوالدان في تلك التربية بسبب العلاقة الهشة بينهما وبين أبنائهما، إذ إنها تكون جافة ومن دون حب وود وتفاهم، مما يخلق فجوة بينهم كما أن بعض الأسر تقوم بالتدليل المفرط لطفلهم، لينشأ الطفل نرجسيا وغير مهتم بمشاعر الآخرين، ومعتمدا على غيره، وفاقدا لثقته بنفسه، ولا يستطيع تحمل المسؤولية.
تؤدي الأساليب الفاشلة في تربية الأطفال إلى نموهم بشخصيات خجولة، ومغرورة ومهزوزة وغيرها، فالطفل الخجول يميل إلى الانعزال، والصمت والارتباك أثناء الكلام، وذلك نتيجة لقيام والديه بعزله عن محيطه الخارجي، وعدم السماح له بالاختلاط مع الأطفال الآخرين، ما يجعله غير قادر على التفاعل، وابداء رأيه أو مشاعره، كذلك فأن معاملة الطفل من قبل أسرته بقسوة وتعنيفه لفظيا وجسديا يدفعه إلى ممارسة هذا الاسلوب الخاطئ على اقرانه، معتقدا أن الضعيف يجب أن يبقى خاضعا، إضافة إلى أن الاهمال يشعر الطفل بأنه غير مهم، وليس جديرا بالتقدير والاحترام.
وهناك عدة عوامل تلعب دورا في التأثير على تنشئة الطفل ومنها، المستوى الاقتصادي للأسرة، إذ إن توفر الغذاء والمسكن الجيد، والحياة المرفهة للطفل تشعره بالراحة والاستقرار، اما غيابه فيدفعه إلى الانحراف، والتسرب من المدرسة والسرقة، وأيضا المستوى الثقافي والتعليمي للوالدين يؤثران في تنشئة الطفل.
لذا من المفترض أن يتبع الوالدان اساليب صحيحة مثل العقاب من دون أن يتأذى الطفل والتسبب له بالضرر، وتوجيه الطفل عن طريق مناقشته والحوار معه، وأن يكون الآباء والأمهات قدوة له، كذلك تعد وسائل الإعلام جزءا من تنشئة الطفل، بنشرها معلومات توسع مداركهم النفسية والمعرفية، وتنمي خيالهم القصصي مما يساعدهم على المقارنة والاستنتاج، وتعزز التواصل لديهم مع اقرانهم، وخلق اهتمامات مشتركة بينهم، كالأنشطة الفنية مثل الرسم، والموسيقى، والعزف، والرياضية كممارسة التنس أو السباحة.