ذكريات تأسيس تعاونيات للصحفيين

منصة 2021/07/04
...

  محسن حسين
 
يحتفل العالم في 3 تموز باليوم العالمي للتعاونيات، وأعتقد أننا في العراق أكثر الناس حاجة للحركة التعاونيَّة لمساعدة الناس على توفير ما يحتاجونه في مختلف المجالات.
ويسعدني أنْ أكون من دعاة الحركة التعاونيَّة في العراق رغم عملي الصحفي الذي امتد حتى اليوم بدون انقطاع 65 عاماً.
ففي تلك السنوات أسست جمعية تعاونية استهلاكية لمنتسبي وزارة الإرشاد (وزارة الإعلام لاحقاً) وكنت رئيس الجمعية لعدة سنوات كما أسست جمعية تعاونية لإسكان منتسبي وكالة الأنباء العراقية (واع)، إذ تم توزيع العديد من قطع الأراضي وخاصة في حي البلديات في بغداد وفتحت مكتبة الأسرة في الجمعية التعاونية الاستهلاكية في حي العدل ببغداد.
في العام 1961 وقد مضى نحو سنتين على تأسيس وكالة الأنباء العراقية طرأت لي فكرة تأسيس جمعية تعاونية استهلاكية لمنتسبي الوكالة ثم تطورت الى أنْ تضمَّ كل موظفي وزارة الإرشاد (وزارة الإعلام في ما بعد) وقام وزير الإرشاد إسماعيل العارف بافتتاح مقرها في الصالحيَّة بالقرب من مقر الوكالة والإذاعة (كما في الصور) . قدمت طلباً لوزارة الداخلية مع مشروع تظام داخلي فحصلت على إجازة التأسيس وتوليت لعدة سنوات رئاستها وكانت تقدم خدمات ممتازة لمنتسبي الوكالة والوزارة ببيعها العديد من السلع والمواد والأدوات الكهربائيَّة مثل الثلاجات والمجمدات والطباخات والتلفزيونات ومبردات الهواء والأحذية والقمصان وبالأقساط المريحة بل وحتى سيارات سكودا الجيكية بمبلغ 750 ديناراً للأعضاء على أنْ يدفع المشتري مقدمة 250 ديناراً والبقية على أقساط.
ولم يقتصر عمل الجمعية على توفير هذه الأمور بل قمت بعقد اتفاق مع شركة التأمين الوطنية للتامين على حياة الاعضاء وكانت أول جمعية تعاونية تؤمن على أعضائها وقد استفاد الكثير منهم بدفع مبالغ لأسرهم في حالات الوفاة أو لهم في حالات الحوادث وأذكر منها حادث تصادم سيارة مجموعة من العاملين في الإذاعة والتلفزيون كانوا بوم 3 تموز 1967 يلاحقون موكب الرئيس السوفييتي بودغورني عند زيارته العراق.
أما الجمعية التعاونية للإسكان فقد كانت للعاملين في وكالة الأنباء العراقية وتم توزيع قطع الأراضي عليهم في عدة أماكن أذكر منها حي البلديات ولي الآن عددٌ من الزملاء القدامى يسكنون حالياً هناك منهم المصور المعروف لطيف العاني.
أما الجمعية التعاونية الاستهلاكية فهي جمعية الخضراء التعاونية في حي العدل فقد أسهمت في دعمها حين سكنت في حي العدل وفتحت (مكتبة الأسرة) لتوفير القرطاسيَّة والكتب والصحف لأبناء الحي.