قيس قاسم العجرش
نعرف كعراقيين أن العلاقة العراقية-العربية هي خليط من مواريث مؤلمة نحاول تجاوزها، أو صراعات آنية نحاول أن نسحب العراق بعيداً عنها، أو تربص اقتصادي يتحيّن الإفادة وهي حق مشروع.
هذا هو التعريف السريع السطحي للعلاقة القائمة بين العراق من جهة، وكل دولة عربية من جهة أخرى.
وأول فخ نقع فيه حين نقيّم هذه العلاقة، هي أننا نجمع الآخر كله تحت عنوان (الدول العربية). مع أن مصالح كل دولة ومنحى حكومتها ومتغيراتها قد تختلف جذرياً عن الأخرى.
هذا كله كان في خندق السياسة، لكن ما بال المجتمعات لا تتواصل إلا تبعاً لتواصل السياسة؟.
الدور الشحيح والنادر الذي تلعبه النخب، هنا يسترعي الانتباه أكيداً. النخب التي (يجب) أن تعزل نفسها عن مقيدات السياسة في كل زمان وبلد. حين نتكلم عن السعودية أو الجزائر أو عن بلد بحجم المغرب، او بلد ناشط مثل شاب رياضي مثل عُمان، كل هؤلاء هم بلدان قديمة ومهمة وفيها مجتمعات مليونية، وفيها (كما يجب ان نتوقع)، نخب تعمل بمعزل عن صوت السياسة.
لماذا كانت أصوات هؤلاء ضعيفة طوال سنوات تجاه العراق؟، ولماذا لم يترابطوا عبر الثقافة والفن والأدب والجامعة والعلاج في المستشفى والتاجر والقطاع الخاص مع العراق؟، على الأقل بما يتجاوز السياسة بخطوة.
هل إننا ازاء مجتمعات بنخب ورقية؟، أم أن هذه هي حدود ما نعنيه من قدرات حين نقول (نخب عربية)؟.
التقارب العراقي – العربي، لن يحدث بالطريقة الفذلكية الملغومة (عودة العراق الى الحضن العربي!)، إذ إن ليس هناك من حضن مفقود حتى (يعود) إليه العراق، إن العلاقة مع المجتمعات العربية هي علاقة وجودية يصعب للسياسة أو الاحتلال أو الحرب أن تمسخها. لكن إلى غاية أن نجد وجهها الناصع الجميل، ستكون مسؤولية هذا البحث هي مسؤولية النخب أولًا، قبل مسؤولية البروتوكولات والاتفاقيات.