ترجمة واعداد: أنيس الصفار
كشف النقاب مؤخرا عن تقرير الحكومة الأميركية الذي طال انتظاره بشأن {يوفو}، بيد انه لم يضف الكثير لمن كانوا يتمنون سماع تأكيدات تؤيد أن الأرض تتلقى زيارات من كائنات ذكية آتية من خارج عالمنا الأرضي.
هذا الموضوع، الذي كان في الماضي يترك خارج الأحاديث باعتباره محض اعتقادات وأوهام يشيعها دعاة نظرية المؤامرة، بات اليوم يحتل موقعاً اكثر رسوخاً في الاحاديث العامة، والسبب الرئيس وراء ذلك هو كثرة التقارير التي تتوالى بشأن هذه المشاهدات من عناصر تابعة للجيش. بل ان البحرية الأميركية نفسها قد عملت مع مكتب مدير المخابرات القومية كجزء من فريق العمل الذي اجرى التحريات
والتحقيق.
يفيد التقرير أن هناك ما يصل مجموعه الى 143 مشاهدة {يوفو} لم يكن بالامكان تفسيرها, ويضيف ان 21 تقريراً عن ظواهر غير معلومة السبب تتعلق بـ 18 واقعة مبلغ عنها قد تحدثت عن قدرات فائقة تتخطى القدرات التكنولوجية المعروفة لدى
أميركا.
نشر مكتب مدير المخابرات القومية التقرير المؤلف من تسع صفحات تحت عنوان {تقييم أولي: ظواهر جوية غير محددة الهوية}، وقد تضمن وصفاً لوقائع لقاءات بالصدفة بين الجيش الأميركي وأجسام غريبة تطير في الجو.
وكما كان متوقعاً لم يورد التقرير ذكراً لكائنات من خارج عالمنا، ولو أنه لم ينفِ الفكرة نفياً صريحاً، لكنه حذر من احتمالات وجود تهديد مستقبلي للأمن القومي جراء هذه الظواهر، وقد كانت مسألة الأمن القومي في الواقع هي الدافع الاساس وراء الايعاز باعداد التقرير. فيما يلي أبرز النقاط
التي وردت في التقرير:
اشياء حقيقية
أياً تكن ماهية الاشياء التي صادفها الجيش الأميركي في لقاءات عرضية فإنها تبدو أجساماً حقيقية بالفعل (على الأقل في بعض الحالات التي تم التبليغ عنها). جاء في نص التقرير: {معظم الظواهر الجوية غير محددة الهوية تمثل على الأرجح وجوداً حقيقياً نظراً لأن أغلبها امكن التقاطه بواسطة مستشعرات متعددة مختلفة من بينها الرادار والموجات تحت الحمراء والموجات الكهروبصرية ومراصد الأسلحة والرصد البصري المباشر}.
تهديدات فعليَّة
يشعر الجيش الأميركي بقلق حقيقي من أن تنطوي تلك الاجسام غير محددة الهوية على تهديدات للأمن القومي، لاسيما إذا ما تكشف أنها أنواع من التكنولوجيا غير المعروفة حتى الان وأن من يملكها دولة معادية. يقول نص التقرير: {من الواضح ان الظواهر الجوية غير محددة الهوية فيها تهديد لسلامة الطيران وربما تمثل تحدياً للأمن القومي
الأميركي. من الممكن ايضاً انها تمثل تحدياً إذا ما كانت منصة اطلاق في يد طرف معادٍ ومهمتها جمع المعلومات او في حالة كونها دلالة على ان عدواً محتملا، قد توصل الى تطوير،
او ابتكار، اختراق تكنولوجي مدمّر}.
عالية التقدم
يستهل احد مقاطع التقرير بهذه الكلمات: {ينم قسم من هذه الظواهر عن توفر تكنولوجيا متقدمة} ثم يمضي مبيناً كيف رصد المراقبون حركات تثير الدهشة في 18 مناسبة ورد وصف تفاصيلها من خلال 21
تقريراً.
فبعض هذه الاجسام بدت قادرة على البقاء ثابتة مستقرة في الجو رغم هبوب الرياح، او التحرك بعكس اتجاه الريح والمناورة بحركات فجائية او الانطلاق بسرعات عالية، وهي تفعل هذا كله دون الكشف عن اية وسيلة دفع ملحوظة.
في حالات عديدة التقطت انظمة الطائرات العسكرية موجات طاقة لا سلكية صاحبت رصد الاجسام، على حد تعبير
التقرير.
الغرباء
لم يذكر التقرير شيئاً عن غرباء من خارج كوكبنا، ولعل هذا قد خيب آمال بعض الناس.
قال التقرير: {تحليلنا للبيانات المتوفرة يدعم الرأي بأن حالات الالتقاء بالاجسام غير محددة الهوية واقعة كلها ضمن فئات التفسير التالية: ركام طائر او ظواهر الغلاف الجوي الطبيعية او برامج تطويرية تقوم بها حكومة الولايات المتحدة او القطاع الصناعي او انظمة اجنبية معادية او جملة من اشياء اخرى.
ولعل خانة {اشياء اخرى} هي أنسب مكان يركز عليه عشاق البحث عن غرباء من خارج كوكبنا اهتمامهم.
جاء في نص التقرير: {لا نملك حالياً ما يكفي من البيانات للجزم بأن هذه الاجسام جزء من برنامج اجنبي جامع او انها تتضمن أدلة على تحقيق قفزة تكنولوجية اساسية على يد خصم محتمل.
مشوار طويل
يخلص التقرير الى ان الحاجة مستمرة الى مزيد من الدراسات.
حين سئل احد المسؤولين الذين عرضوا التقرير عن احتمال وجود تفسيرات لا أرضية لهذه المشاهدات أجاب: {لم يكن هدف فريق العمل اجراء تقييم او أية ابحاث تتعلق بالحياة من خارج كوكب الارض .. لم تكن هذه هي المهمة التي كلفنا بها.}
واضاف المسؤول انهم لم يعثروا بين التقارير البالغ عددها 144 تقريراً أية اشارة واضحة على وجود ما لا يمكن تفسيره بتفسيرات من عالمنا، واضاف انه وفريقه سوف يتركون البيانات تقودهم وانهم سيتبعونها في اي طريق تسير.
التقارير المئة وأربعة وأربعون جميعاً، باستثناء واحد يتعلق بالركام المحمول جواً، تبقى غير مفسرة وهي عرضة لمزيد من التحليل، كما يقول المسؤولون، وسيبقى على الحكومة الأميركية ان تحسم ما اذا كانت هذه المشاهدات مرتبطة بمصادر من خارج
كوكبنا.
يقول نص التقرير: {معظم بيانات الظواهر غير محددة الهوية أمدتنا بها تقارير سلاح البحرية الأميركي، ولكن المحاولات جارية لتوحيد معايير الابلاغ عن هذه الحالات في سائر اصناف القوات العسكرية الأميركية الاخرى وغيرها من الوكالات الحكومية لضمان عدم فقد أي بيانات لها علاقة بأحداث معينة أو نشاطات قد تكون ذات صلة.} ويمضي التقرير مبيناً أن: {فريق العمل الخاص بالظواهر الجوية غير محددة الهوية منشغل حالياً بجمع تقارير اضافية بينها تقارير القوة الجوية التابعة للولايات المتحدة وانه قد بدأ يتلقى بيانات من ادارة الطيران الفدرالي
ايضاً.}
تقرير البنتاغون الأخير هذا سوف تتبعه استغراقات مكثفة بشأن الحياة فيما وراء نظامنا الشمسي، كما أنه يبرز كم كان التحول وسرعته في المنظور الرسمي حول ظاهرة {يوفو}، أو {الظواهر الجوية غير محددة الهوية} كما صارت تعرف، ملحوظاً وسريعاً وكذلك في منظور المبلّغين عنها.
عن صحيفتي الغارديان والاندبندنت