كولر غالب الداوودي
انها آثار ومقتنيات الاجداد عبر التاريخ والعصور، اذ ترى وتمعن النظر في هذه الادوات التي صنعها الانسان عبر العصور، اذ لم تكن التكنولوجيا متواجدة فكل شيء من صنع اليد ومن الطبيعة التي كانت المعين الوحيد للإنسان في هذه العصور ونرى أغلب المواد من الفخار واللوحات وطوب البناء وغيرها من الطبيعة ومكوناتها.
متحف صغير ولكنه يضم مجموعة كبيرة من المقتنيات والأدوات البدائية التي كانت تستخدم في العصور قبل الاسلام وبعد الإسلام.
متحف متخصص
حدثنا الدكتور عزيز زيباري رئيس قسم الآثار في جامعة صلاح الدين عن الآثار والمقتنيات التي توجد في هذا المتحف، اذ وصفه بانه متحف متخصص والهدف منه تعليم طلبة قسم الآثار، ويحتوي المتحف على آثار لجميع الفترات التاريخية في حضارة وادي الرافدين، ومن ضمنها حضارة كردستان، وقد حدد تاريخ بدايتها من عصور ما قبل التاريخ، وتنتهي بالعصور الاسلامية، وتضم جميع الفترات التي مضت، ومنها الفخاريات التي كانت تستعمل في الكثير من أمور الحياة والمنحوتات واللقى الأثرية والاختام الاسطوانية الشكل ولوحات فيها الكتابات المسمارية والكثير من القطع المتنوعة، منوهاً الى أهمية تخصيص قسم كبير كمختبر لترميم وصيانة القطع التي سوف تجلب للمتحف، وغالبا تأتي غير كاملة اي ان بعض أجزائها مكسورة، ولهذا اكد ضرورة عمل هذا المختبر في المستقبل لغرض الصيانة
والترميم.
المتحجرات
ومن ضمن المقتنيات شرح الدكتور عزيز زيباري عن خزانة المتحجرات، وهي تضم مجموعة من المتحجرات للحيوانات المتحجرة التي عثر عليها في جميع مناطق كردستان وتعود الى عشرات آلاف السنين قبل الميلاد.
اما الجزء الآخر من المتحف، فيبين عزيز انه يحتوي على الطوب (اللبن) وهو نوع من انواع القراميد البدائية التي عرفت منذ العصر الحجري الحديث ويصنع من مزيج التربة والطين والرمل والماء مع مادة رابطة مثل قشور الارز او القش ويترك ليجف لمدة 25 يوما، وكان يستعمل في البناء، واردف ويتميز هذا المتحف بان القطع الموجودة هي اكثرها اصلية تمثل 95بالمئة و5 بالمئة غير اصلية.
وتابع «توجد ادوات وسنارات كانت تستعمل كقاعدة للباب عندما يفتح وهي تعود الى 5 آلاف سنة قبل الميلاد».
فضلا عن المدقات والقطع الفخارية التي تعود للقرن الثاني او الثالث قبل الميلاد واللوحات الأثرية التي عليها الكتابات المسمارية وتعود الى العصر الآشوري.
أدوات الزينة
وشرح زيباري عن لوحة رمز اربيل التي هي عشتار، وهي ليست النسخة الاصلية، ولكن هي طبق الاصل عنها، لان الاصلية موجودة في متحف اللوفر في باريس.
ويضم المتحف ايضاح المسكوكات (النقود) وهي أصلية وكانت تستعمل في فترات مختلفة وتوجد الأختام المصنوعة من الطين وهي مختلفة الاشكال، والرماح والابر باختلاف احجامها، هذا بالاضافة الى وجود مقتنيات الفترة الاسلامية ايضا ومنها أدوات الزينة التي كانت تستعملها
المرأة.
وقد اثنى الدكتور آزاد محمد رسول استاذ التاريخ الاسلامي الذي كان متواجدا في المتحف على قيمة هذه المقتنيات، اذ يعدها ذات قيمة عالية في التراث، اضافة الى تواجد الأستاذ نجاة مصطفى مسؤول مكتبة في كلية الآداب وهو من زوار هذا المتحف ومن المعجبين بهذه المقتنيات الاثرية.
المواطن شيروان محمد اوضح انه يتردد على المتحف للتنفيس عن نفسه، واحيانا يزور المتحف مع اسرته للاستمتاع بالاثريات والمتحجرات التي يحويها، وبالرغم من صغره، الا انه معلم مهم يجب تطويره وتوسعته، ليأخذ مكانه بين متاحف
اربيل.