القيمون على الشعر

ثقافة شعبية 2021/07/25
...

 كاظم غيلان 
 
تستدعي مسؤولية الموقف الأخلاقي والابداعي شجاعة مفتوحة غير قابلة لطاولات الموائد ولا قاعات المؤتمرات والمهرجانات، تستدعي باختصار أن تكون الضد الواضح ازاء مشهد يتكرر زيفه وسخفه على مدار الساعة العراقية ثقافيا.
ثمة من يجد في فسحة الانفتاح ولنقل (الحرية) التي كانت صادمة ومفاجئة بعد سقوط نظام جثم على صدورنا لأكثر من ثلاثة عقود، فسحة أتاحت بحكم اتساعها لتناسل منظمات المجتمع المدني، فأخذ البعض من المهتمين بشأن الثقافة عموما فرصتهم لإعلان الوصاية والوصايا على هذه الشريحة.
لنسأل اولا: 
هل ان كل من تتاح له الفرصة بشرعية أو بغير شرعية أن يكون رأس هرم منظمة معنية بالشعر، وصي على الشعر نفسه؟ 
هل كل من كان له نصيب عابر في ظل فوضى مشهدنا الإعلامي بأن يكون معدا ومقدما لبرنامج معني بالشعر  يكون وصيا على الشعر والشعراء بحكم اختطافه البرق الباهت؟
اعتقد ان من يعرف مزايا الموهبة وأهميتها في تكونه يسخر من هذا القطيع الذي ما انفك في منشوراته وحواراته التباهي بمنطق (الأبوة).
ليس ثمة أب في الشعر ولا ام ولا حتى (عمة وخالة) باستثناء الموهبة وحدها.
الشعر ليس منحة سنوية ولا مكافأة برنامج اقل ما يقال عنه (هزيل) لمن يعرف الشعر طبعا، أما الباحث عن (وجاهة) في الشعر فله شأن السياسي الفاسد في هذا الوضع المربك الذي نعيشه.
البعض يبحث عن استعادة مجده النقابي الذي زال وأصبح في مكب نفايات التاريخ وهذا هو (حلم إبليس بالجنة).
الذين اوهموا ويوهموا أنفسهم بحق امتلاكهم (سلطة) الشعر بحاجة إلى صفعة نبيلة وشجاعة تليها صفعة يصاحبها صوت:
المواهب ابقى.