اللواء عدي سمير الحساني
يعتمد الإعلام المرئي في واقعه على ما يتم تقديمه من برامج ثقافيَّة يستفيد منها المواطن في حياته اليوميَّة، لا سيما أنَّ الحاجات المختلفة قد تدفع المواطنين لمتابعة البرامج التلفزيونيَّة من أجل الحصول على أجوبة صريحة للتساؤلات التي تدور في أذهانهم وكبصيص أمل لبرمجة مستقبلهم القريب على أساسها.
ومن المتعارف عليه إنَّ الثقافات المجتمعيَّة على درجات متفاوتة وإنَّ الفهم والتفسير لما يتم عرضه من برامج وحوارات يختلفان من شخصٍ لآخر اعتماداً على مستوى المجتمع والأسرة والفرد، لذلك فإنَّ اختيار المفردات الملائمة في محاور الحديث تحتاج الى دراسة وتأنٍ حتى لا تُفسر بشكل آخر يجعل منها أساساً للتطرف والتحزب، لا بل حتى الى الشذوذ الفكري وبالتالي يؤدي الى خلق مجاميع متعنصرة في ما بينها نتيجة أفكار ومعتقدات خاطئة والتي قد يتم استغلالها مستقبلاً من قبل آخرين لتنمية مصالح حزبيَّة أو فئويَّة متعددة، ذلك أنَّ عملية فرض القانون واتخاذ الإجراءات الكفيلة في تطبيقه من قبل الجهات المعنية هي بحد ذاتها رسالة اطمئنان للمواطن الذي يتطلع لتحقيق الأمن والصحة والسلامة والسكينة العامة والتي بدورها قد تسهم في تحسين وضعه المادي والاجتماعي. ولكن قد يأتي من يحاول المساس بها لخلق أجواء مجتمعيَّة متشنجة بأسلوب شيطاني يؤدي الى إثارة حفيظة المواطن وتشويه صورة الوضع العام مما يعكسها سلباً على الشارع بجميع متطلباته الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وتؤسس الى أزمات داخلية وزعزعة الوضع العام.
إنَّ ما نشاهده على الفضائيات من تبارز وصراعات فكريَّة وعقائديَّة بأساليب مختلفة منها التي تصل الى حد التجاوز وتبادل الشتائم بأبشع العبارات والحركات والعبارات التي لا تتناسب مع الآداب والذوق العام ومنافية للعادات والتقاليد السائدة، وإذا ما تأملنا قليلاً ما هي مصلحة البلد والمواطن من ذلك؟
نجد جواباً واحداً لا غير إنّ هناك حركات فكريَّة لا تقل خطورتها عن الأفكار الإرهابيَّة المتطرفة مهمتها تأجيج الوضع العام وتؤسس الى اضطراب فكري ومجتمعي.
وهنا يأتي دور الإعلام الوطني الذي طالما سعى جاهداً لتوضيح الأمور التي يبعثرها هؤلاء من خلال شرح الحقائق مثلما هي بعيداً عن التصنع والمزايدات والتي كثرت وستزداد في ظل الحملات الانتخابيَّة في قريب الأيام وحتماً فإنَّها لا تصب في الصالح العام، لذا نتطلع الى أنْ يتمَّ وضع ضوابط لذلك وصولاً للتكامل الإعلامي الصادق.