المدرسة العراقيَّة

منصة 2021/08/02
...

اللواء عدي سمير الحساني
تفتخر الشعوب بمنجزات أبنائها وتتقدم بعقول علمائها وتزدهر بثقافة شعبها وتنتصر بتكاتف قواتها، ولعلنا إذا ما نظرنا بتمعُن الى الدول المتقدمة التي تتباهى بقواتها الأمنيَّة التي تعمل على ضبط الأمن فيها وتدعم الاستقرار الأمني في مناطقها والذي لم يأت بليلة وضحاها وإنما جاء نتيجة استقرار الأوضاع الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة والتي تُعدُّ أساس استتباب الأمن في أي دولة.
بالمقابل قد ينظر البعض بنظرة تشاؤم الى الوضع الأمني في العراق، لا بل إنَّ بعضهم يطعن بقدرات القوات الأمنية ويستهزئ بإمكانياتهم الفنيَّة والاستخباريَّة والعلميَّة.
وقد يتناسى هؤلاء أنَّ الوضع في العراق مختلفٌ، فقد بدأنا من الصفر لنواجه إرهاباً لا مثيل له وجعلنا من أرض العراق مقبرة لهم ومنعنا امتدادهم الى باقي الدول، وندخل في أعتى حرب شهدها التاريخ ونقضي على تنظيم لا تزال كبار الدول متحيرة في مكافحته وبعضها تعايش معهم على مضض، وبذات الوقت تفنن رجال العراق في محاربة تطور الجريمة بشتى أنواعها ليصبح رائداً في مكافحتها والقضاء عليها وتصدى بشراسة لشتى المؤامرات التي حاولت النيل من العراق وشعبه، فبرزت قوات الشرطة الاتحاديَّة وفرقة الرد السريع بقتال شرس وحرب المدن مع عصابات داعش الإجراميَّة، تساندها في حماية المدن مديريات الشرطة بجميع تشكيلاتها وأفواجها، لتنفرد وكالة الاستخبارات بتحقيق الانتصارات بالإطاحة بكبار رؤوس الإرهابيين والقبض على من يخطط لهجمات بعمليات استباقيَّة بفترات قصيرة لم تشهدها دولٌ أخرى، يساندها أبطال مكافحة الإجرام ليكونوا السيف البتار لمرتكبي الجرائم ومروعي الأسر، ليأتي رجال المرور ويتحملوا قساوة الأحوال الجويَّة لينظموا حركة السير والمرور، يقابلها رجال الدفاع المدني الساهرون على سلامة مواطنيهم، لينعم المواطن براحة البال عندما يجد رجال الحدود يقفون كالسد المنيع لحماية الأرض المقدسة يساندهم رجال الطاقة ليتصدوا لعصابات التخريب للمنظومات الكهربائيَّة، ليبرز دور أبطال مكافحة المتفجرات الذين نذروا أجسادهم لحماية المواطنين، بالمقابل يقف أبناء حماية المنشآت مع اخوانهم في سكك الحديد لحماية منشآت البلد، وهنا نجد رجال مكافحة المخدرات وهم يتصدون لأبشع تجارة التي استهدفت شبابهم، ليأتي دور رجال أمن الأفراد ليكونوا خير عون لزملائهم وحمايتهم من الزلل، وهناك رجالٌ في دائرة الإعلام يعملون خلف الكواليس ليحاربوا الشائعات وينزلوا مع المواطن بشرطتهم المجتمعيَّة ويكونوا سنداً لهم، لنجد صروحاً علميَّة عاكفة على تدريب وتأهيل القوات الأمنيَّة في كلية الشرطة والمعهد العالي ومعهد المفوضين والتأهيل، وغيرها من التشكيلات التابعة لوزارة الداخليَّة التي فيها رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
ها هم أبناء الداخليَّة الشجعان من حقكم أنْ تفتخروا كونكم بالمقدمة مع اخوانكم في الأجهزة العراقيَّة الأخرى.
وهي دعوة لأصحاب القرار لتأسيس صرح علمي كبير ينتهل منه أفراد القوات الأمنيَّة للدول الأخرى إنها (أكاديميَّة العراق للدراسات الأمنيَّة 
الاستخباريَّة).