الصناعة والتنمية المستدامة

اقتصادية 2021/08/07
...

ثامر الهيمص
 
يتصدر جدول الاولويات في التنمية المستدامة عادة، التصنيع الذي يقوده الاقتصاد الحقيقي بزراعته وخدماته، فرغم تبدلات الاقتصاد عالميا واقليميا، لا يزال جدول الاولويات يمثل محورا متناميا، فقد غادرت اغلب الدول المصدرة للخامات، الاعتماد على قطب واحد في موازناتها، لاسيما عندما نعلم أن الصناعة النفطية هي الرائدة بهذا الاتجاه من ان البرميل المصنع تصل قيمته الى اضعاف مضاعفة قياسا لبرميل الخام المصدر والذي لا يحدده عرض وطلب في السوق، بل تحدده اوراق متنوعة بمطباتها.
العراق دولة نفطية بامتياز على حساب باقي النشاط الاقتصادي الذي ينحسر بحدود 8 % من الناتج القومي، وهو أحد الأبعاد المؤسفة، يليها اننا نستورد غازا ومشتقات نفطية مكررة، بسبب تعطيل اقرار قانون النفط والغاز وتفعيل عمل شركة النفط الوطنية. من الواجب أن تكون الصناعة النفطية في ظل شركة النفط الوطنية التي تعمل وفق قانون النفط والغاز هي ربان الصناعة، التي تقود الزراعة والخدمات لتكون مخرجاتهما هي الاساس في تمويل الموازنة، لا أن نبقى أسارى القطب الأوحد في الأفق المنظور نفطيا لتمويل اقتصادنا. يجب ان تكون لنا سيادة في مجال الكهرباء، حاضنة الصناعة، وهذا صعب ونحن نستورد غازا ومشتقات نفطية مكررة، ولذلك يتطلب العمل بجدول الاولويات، ليس لتحقيق التنمية فحسب، بل لتوفير المعيشة اليومية لحياة كريمة.
ما زال النفط محورا وحيدا للموازنة في الافق المنظور، لأنه دائما يكون سدة ولحمة لاقتصادنا كونه يغطي اكثر من 90 % من موازنتنا السنوية، وبالوقت نفسه، فإن حرق الغاز لا يفقدنا قيمة الغاز المحروق فقط، بل يسبب تلوثا في البيئة، اما مسألة المصافي، بمخرجاتها فينبغي تطويرها لكي تسهم في تطوير الكهرباء، حاضنة الصناعة، وكذلك لتحسين واقع الزراعة التقليدية وعملية تصنيع منتجها، لانه يصعب تطوير الخدمات بكهرباء مترد 
واقعها. 
فالعراق لم ينجز بناء اي مصفى كبير جديد،على الرغم من أن مصفى الوسط كان جاهز التصاميم وبقربه مجمع للبتروكيمياويات، لاشك انها مفارقة ترتبت عن تقصير واضح، ولكي نضع كلّا في مكانه كمؤهل مناسب في مكانه الصحيح، ينبغي لقطاع الطاقة، نفطا وغازا وكهرباء متكاملين، وان يكون بقيادة واحدة خصوصا بعد تجربة لم تنجح للسنوات الـ 18
 الماضية . 
إن قانون النفط والغاز وشركة النفط الوطنية سيكون لديهما حصة الاسد في الناتج القومي، ولكن كهرباء من دون ثقلهما الاقتصادي يعني انه لا صناعة ولا زراعة حديثة قادرة ان تواجه النمو السكاني المتعاظم، الذي تتعزز مواجهته بالانتاج الكبير وترشيد المياه واستغلال الابار، وهذه دعوة لتتقدم شركة النفط الوطنية كربَّان لمركبة العراق
 الاقتصادية .