محسن حسين
في مفهوم المعارضة أو الثوار نجد أنَّ لهؤلاء هدفاً يريدون تحقيقه بمختلف الوسائل السلميَّة وغير السلمية، لكنْ لمصلحة الشعب وبحدود يفرضها هدف المعارضين.
الهدف الأول تغيير النظام وتخليص الشعب من مساوئه، أي أنَّ ما يقوم به المعارضون في أي بلد هو لخدمة الشعب، ولذلك أقول للمخربين والانتحاريين في العراق وأناقش معهم تأثير ما يقومون به على أمن وحياة الشعب، وأعترف أنني لست محسوباً على النظام الحالي ولا حكوماته لكني أضع نفسي مع هذا الشعب الذي يعاني من الفساد والتبعية لهذا وذاك من الدول، فضلاً عما يعانيه من أعمال الانتحاريين.
في تفجير مدينة الصدر ما هو مكسب الانتحاري الذي نفذ تلك الجريمة وهل حقق خدمة للشعب؟ في هذا التفجير قتل 35 شخصاً وجُرح نحو ستين شخصاً جراء هذا التفجير. لم يكن التفجير في موقع حكومي أو دولة معادية للشعب العراقي، وإنَّما في سوق الوحيلات في مدينة الصدر، أحد أكثر أحياء بغداد فقراً واكتظاظاً وغالبية الضحايا كانوا من الأطفال، ما أثار غضباً وحزناً عميقين بين العراقيين.
والأعجب من ذلك أنَّ التفجير تم عشية عيد الأضحى رغم زعم منفذيه أنهم مسلمون يفترض أنْ يحافظوا على دماء المسلمين وليس قتلهم من دون أي سبب وعشية عيدٍ من أكبر أعيادهم. فهل هؤلاء القتلى كانوا بديلاً للأضحية التي يذبحها المسلمون في عيدهم الكبير تقرباً الى الله تعالى؟.
علاوة على هذا التفجير وغيره يقوم هؤلاء بتفجير أبراج نقل الطاقة الكهربائيَّة في أنحاء العراق كافة رغم علمهم بنقص الطاقة الكهربائيَّة، لا سيما في فصل الصيف هذا العام بارتفاع درجات الحرارة الى فوق الـ 50 مئويَّة.
تفجير الأبراج يتم في مختلف المحافظات، وخاصة في نينوى المنكوبة وصلاح الدين وديالى وكركوك وبغداد وغيرها... هل هناك سببٌ يدعو من يحرص على الشعب أنْ يقوم بذلك على مستوى الوطن؟
في يوم واحد تعرّض 14 بُرجاً لنقل الطاقة الكهربائيَّة للتخريب حسب بيان لوزارة الكهرباء العراقيَّة، وقال مدير شبكات نقل الطاقة الكهربائيَّة في صلاح الدين: إنّ {عدداً من أبراج نقل الطاقة الكهربائيَّة تعرّضت للتدمير، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ تامٍ في محافظة صلاح الدين.
وزارة الكهرباء تسمي هذه التفجيرات (حرب الأبراج) وتقول إنَّها مستمرة بطريقة عدائيَّة ممنهجة ومنظمة هدفها استنزاف قدرات وإمكانيات الوزارة وإيذاء المواطنين}. فهل يعلم هؤلاء أنَّ أعداء العراق يمنعون إنشاء أي محطة كهرباء في العراق ويسمحون فقط بتصليح المحطات الموجودة.
من يتابع التفجيرات الانتحاريَّة وحرب الأبراج لا بُدَّ أنْ يعرف أنَّ هؤلاء المخربين هم أعداء الشعب العراقي.