تحرك نيابي لدعم جهود بسط الأمن في صحراء الأنبار
العراق
2019/02/24
+A
-A
بغداد / الصباح/ مهند عبد الوهاب
في ظل الدعوات الى تكثيف الجهد الاستخباري للقضاء على جيوب وبقايا التنظيمات الارهابية، انطلقت امس الاحد، عملية كبرى لتطهير الصحراء الغربية من خلايا داعش الارهابية على مسافة 450 كم، تبدأ من قاطع غرب الانبار إلى الرطبة مروراً بوادي الغدف.
تلك العملية الامنية، تأتي بعد ايام من خروقات نفذتها عصابات داعش الارهابية، استهدفت صيادين وباحثين عن الكمأ في مناطق صحراء الانبار، بينما حذر سياسيون وخبراء في الامن من وجود "ثغرات امنية"، يحاول الارهاب استغلالها للإيقاع بالأبرياء.
بالتزامن مع ذلك، تتحرك لجنة الامن والدفاع النيابية، سريعا لتوفير الدعم الكامل للاجهزة الامنية، من خلال مطالبة الحكومة بتوفير كاميرات مراقبة حرارية لتامين الحدود وانشاء خط حدودي يصعب التسلل منه مع توفير كوادر مدربة قادرة على حماية الحدود.
معالجة الثغرات الأمنية
وذكر رئيس تحالف الإصلاح والاعمار السيد عمار الحكيم، في بيان، تلقت "الصباح"، نسخة منه "فجعنا بنبأ استشهاد عدد من مواطني النجف الاشرف والبصرة على يد فلول داعش الظلامية في منطقة الثرثار، اللافت في الامر وقوع الحادث الاجرامي بعد ثلاثة ايام من استشهاد ستة من مواطني كربلاء المقدسة من اصل 12 بعد خطفهم في منطقة النخيب".
واشار الى ان "هذا يدل على وجود ثغرات امنية تستغل من قبل الارهابيين للإيقاع بالأبرياء من ابناء شعبنا والاخلال بالوضع الامني، ونحن اذ نبتهل الى العلي القدير ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويلهم اسرهم وذويهم ومتعلقيهم الصبر والسلوان".
وحث الحكيم، "قوى الامن بمختلف صنوفها على تشديد القبضة على المناطق الرخوة وتعقب الجناة للحؤول دون تردي الوضع الى ما لا يحمد عقباه".
بينما ادان محافظ الانبار علي فرحان الدليمي، الجريمة النكراء التي اقدم داعش الارهابي على ارتكابها بحق خمسة من الصيادين من ابناء مدينة النجف الاشرف في منطقة الثرثار شمالي مدينة الرمادي.
واكد الدليمي في بيان، تلقت "الصباح"، نسخة منه، ان"هذه الافعال الاجرامية التي يرتكبها مجرمو داعش تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار في المناطق المحررة وزرع الفتنة في صفوف ابناء بلدنا الواحد العزيز".
وشدد على" ضرورة ملاحقة الجناة والكشف عن ملابسات هذه الحادثة"، مؤكداً ان"هذه الافعال الاجرامية لن تثني عزيمة حكومته على بذل المزيد من الجهود لإعادة إعمار المناطق المحررة في عموم مناطق الانبار".
لجنة الأمن والدفاع النيابية
من جهته، اوضح عضو لجنة الامن والدفاع النيابية سعران الاعاجيبي، في تصريح لـ"الصباح"، ان "الموقف الامني العام لكل مناطق البلاد، جيد ولكن تحدث خروقات بين الحين والاخر، وهذا يحصل حتى في الدول المستقرة"، مبينا ان "تنظيم داعش الارهابي لن يستطيع ان يضع موطئ قدم في العراق من جديد بعد الهزيمة التي عصفت به على يد القوات الامنية العراقية".
واضاف، ان "الجيوب الارهابية تحاول زعزعة الوضع الامني من خلال الحواضن والمتسللين مع المدنيين داخل المدن والمنتشرين في الصحراء ووادي حوران"، لافتا الى ان "التنظيم المتلاشي والمنكسر يعتمد على حرب العصابات، لذلك نحتاج الى تكثيف الطلعات الجوية بالتنسيق مع العمليات العسكرية ونصب الكمائن من اجل القاء القبض على الكثير من الارهابيين".
واشار الى ان "لجنة الامن والدفاع تعمل على دعم الاجهزة الامنية من خلال توفير كاميرات مراقبة حرارية لتامين الحدود وانشاء خط حدودي يصعب التسلل من خلاله، الا ان ذلك بحاجة الى جهد هندسي وتخصيصات مالية وكوادر مدربة على حماية الحدود".
ودعا الاجهزة الامنية الى "التركيز على الحدود السورية من جهة الموصل والانبار، كونها من المناطق الرخوة"، متوقعا ان "يشهد المستقبل القريب توفير المستلزمات الخاصة بحماية الحدود، لا سيما ان لجنة الامن والدفاع طالبت بزيادة التخصيصات المالية الى وزارتي الدفاع والداخلية لدعم الاجهزة الامنية وتحقيق الاستقرار".
بينما طالب عضو اللجنة سعد الحلفي، في تصريح لـ"الصباح"، "بدعم الجهد الاستخباري اضافة الى نصب الكاميرات الحرارية مع ملء الفراغات على الحدود السورية لعدم السماح للعناصر الارهابية بالتسلل الى الاراضي العراقية".
ودعا الى "ضرورة معالجة الخروقات بالطائرات المسيرة وزيادة عدد القوات الامنية المتواجدة على الحدود لمسك الارض".
مواقع خطرة لم تعالج
واوضح النائب محمد البلداوي، في تصريح صحفي، ان "هناك مواقع خطرة لم تعالجها الحكومة خاصة المناطق الحدودية بين الانبار وصلاح الدين والموصل وديالى وكركوك والشرقاط، بالاضافة الى الخلايا الارهابية المتواجدة في جبال مكحول وحمرين والعظيم ومطيبيجة، حيث مازالت القوات الامنية غير قادرة على الدخول الى وادي حوران والمناطق المتاخمة له برفض من القوات الاميركية".
اما الخبير الامني محمد الربيعي، فتحدث عن خروقات كبيرة حدثت في الفترة الماضية بسبب "عدم التنسيق بين الاجهزة الامنية في بعض المناطق"، مضيفا ان "القضاء على تلك الخروقات يتطلب تعاون الاجهزة الامنية والمواطنين بغية التوصل الى معلومات مهمة عن تواجد الارهابيين".
وذكر في تصريح لـ"الصباح"، "على الاجهزة الامنية ان تكون دقيقة في استقاء المعلومات وتحليلها وان تعمل بكفاءة عالية وجاهزية من خلال اشراك التكنولوجيا المعلوماتية في تحليل المعلومات بشكل دقيق وسريع".
وتابع ان "توفر اجهزة تقنية متطورة سيساعد الاجهزة الامنية على تنفيذ عمليات استباقية لضرب الارهاب والارهابيين اينما تواجدوا "، داعيا الى "توحيد الاجهزة الامنية تحت قيادة واحدة من اجل عدم تشتيت الجهد الاستخباري والسيطرة على المخربين لان تعدد القيادات يربك العمل الامني".
تضامنا مع ذوي الشهداء
في السياق نفسه، اكدت فرقة العباس القتالية المنضوية في الحشد الشعبي، امس الاحد في بيان تسلمت "الصباح"، نسخة منه، أنه "تضامناً مع ذوي الشهداء جميعاً انطلقت عملية لتطهير الصحراء الكبرى ستشمل 450 كم تبدأ من قاطع غرب الانبار إلى الرطبة مروراً بوادي الغدف وصولاً إلى الحدود العراقية استناداً إلى معلومات وجهد استخباري مشترك"، موضحة أن "الهدف الرئيس من العملية هو تطهير وادي الغدف من تلك الخلايا الإجرامية".
واضافت ان "العملية تنفذ بقيادة عمليات الانبار وفرقة العباس القتالية تقود المحور الخامس فيها"، بينما لفتت الى انها "استحصلت من العمليات المشتركة الصلاحيات لتوسيع عملياتها في تلك الصحراء بالتنسيق مع العمليات المختصة".
وافادت بأن "العملية ستستمر حتى تحقيق كامل أهدافها".
وكان مركز الاعلام الأمني أكد، الاثنين الماضي، أن مسلحين اختطفوا 12 شخصاً من اهالي محافظتي كربلاء والانبار وناحية النخيب، اثناء بحثهم عن الكمأ بمناطق قرب النخيب بينما اعلنت فرقة العباس القتالية العثور على جثث 6 منهم.
بينما كشف مصدر امني عن اعدام 5 من صيادي الأسماك، على يد تنظيم داعش الارهابي قرب بحيرة الثرثار.