السليمانية: عذراء جمعة
ضمن فعاليات معرض «صنع في العراق» بدورته السادسة في محافظة السليمانية تم انعقاد الملتقى الاقتصادي الثاني للصناعة والتجارة، من اجل مناقشة واقع الصناعة المحلية والاسباب التي أدت الى ضعفها، وكيفية ايجاد السبل الكفيلة لاعادتها الى السوق وبقوة وهي تحمل شهادة الجودة، ومنافستها للمنتجات الاجنبية.وقالت الاستاذ المساعد في الاقتصاد الدكتورة نرمين معروف في حديثها لـ «الصباح» إنه «خلال الملتقى تناولنا القطاع الصناعي في العراق.. أرقاما ومؤشرات من 2003 الى 2019 وقفنا عند اهم ما مر به القطاع الصناعي من اخفاقات»، مشيرة الى ان «الصناعة الاستخراجية تهيمن على الصناعة التحويلية وتكاد تكون مساهمتها قليلة وهذا يشكل خللا في هيكلة الصناعة في البلاد».
واضافت الى ان «نسبة مساهمة الصناعيين بحدود 50 بالمئة والغلبة للصناعات الاستخراجية»، موضحة وجود ضعف في نسبة توفير فرص العمل اذ لا تتجاوز 15 بالمئة، وتعد نتيجة متوقعة بسبب الصناعة الاستخراجية القائمة على كثافة رأس المال». واقترحت معروف «لازالة العقبات التي تعترض سبيل القطاع الصناعي وتعزز من فرص تنميته وهي توسيع وتطوير البنية التحتية المادية والتقنية للاقتصاد لا سيما تلك التي تخدم الصناعة الوطنية، واعادة تأهيل المصرف الصناعي وتقديم قروض صناعية ميسرة للمشاريع الصناعية، والزام المشاريع الصناعية بالحصول على شهادات جودة المنتجات والاداء، واعداد برامج واسعة ومستمرة لتدريب وتأهيل الملاك البشري المنخرط في القطاع الصناعي».
الرأسمال المحلي
وحدد الدكتورالمختص بالتسويق ارسلان احمد لـ»الصباح» ان «التحديات التي تواجه المنتجات المحلية هي قلة الكمية وتراجع النوعية لبعض المنتجات، والاسعار المرتفعة، وغياب السوق الاقليمية والدولية، فضلا عن ضعف الرأسمال المحلي، وقلة المؤسسات المصرفية وانعدام الثقة بشركات التأمين مما ادى الى تراجع الكثير من المنتجات، فمثلا الانتاج الغذائي انخفض الى اقل من 80 % رغم زيادة عدد السكان، وهنا يبادر السؤال هل العراق يمتلك مواد كافية لجذب المستثمر؟ والجواب نعم». واقترح صاحب شركة صناعية ارام بابان لـ «الصباح» «اقامة المشاريع المتوسطة والتي تحدد باربعة اقسام وهي راسمال تشغيلي، الارض، مكان ومعدات، وبناء وانشاءات وهي التي تساعد لاقامة المشاريع الكبيرة، اضافة الى بناء مشاريع صناعية متكاملة الخدمات مع تطبيق القانون وتحقيق علامة الجودة للمشاريع وتشجيع المستثمر الاجنبي».
ولفت صاحب شركة صناعية محمد العلاف لـ «الصباح» الى «اهمية تحقيق الجودة والحاجة اليها ونشر وعي وتطبيق نظم الجودة وتأثيره في المستهلك وأهميته لصاحب الصناعة في جميع المجالات»، منوها بأن «لدى الصناعيين في عموم البلاد مفهوم الحصول على الجودة هو الحد الاعلى من الرصانة، الا أنه هو الحد الادنى من الجودة وان لها نقطة اقلاع وليس هو نهاية المطاف».
وقال مدير التطوير في شركة بايونير للصناعات الدوائية عبد السلام السودة لـ»الصباح» ان «مناقشة سبل تطوير الصناعة المحلية تبدأ من شعار»الصناعة مشروع سيادي»، وان شركة بايونير منذ 10 سنوات مستمرة بالتطوير واثراء السوق العراقية بالادوية الاساسية العلاجية، اذ ساهم بالحفاظ على الوظائف وخلق اخرى جديدة وخلق فرص اكبر، منبها على ان تعزيز المنتج المحلي يخضع لمعطيات تنافسية وهي منافسة الجودة وهي السعرية وتقديم مزايا افضل من المستورد».