في العام 1968، اصبح نزار الطبقجلي مديراً عاماً للاذاعة والتلفزيون، فيما كان الملحن علاء كامل (1922 - 1973) مديراً لقسم الموسيقى ، وكان الفنان حمودي الحارثي مديراً لقسم المنوعات في التلفزيون، وفي احد الايام جاء الشاعر والمصحح اللغوي محمد هاشم الى حمودي الحارثي مستغلاً اريحيته وعلاقته الطيبة بالجميع وقدم له شريطاً وطلب منه ان يسمع الاغاني التي فيه، وكان محمد هاشم صديقاً حميماً لفؤاد سالم ،وكانت اغاني الشريط خمس اغانٍ هي : لا خبر لفاضل عواد ، والهدل وابو زركة لياس خضر، وفوق الشناشيل لحسين السعدي وسوار الذهب وفوق النخل لفؤاد سالم.
استمع الحارثي للاغاني ووجدها جميلة، لكن المشكلة ان هؤلاء المغنين غير مصنفين بعد كمطربين ولا يحق لهم تسجيل او تصوير الاغاني الانفرادية، وقد كانوا كلهم يعملون ضمن (الكورس)، هنا قرر الحارثي ان يجتهد ويصنفهم على مسؤوليته فصوّر لهم اغانيهم على مسؤوليته وساعده فيها(علي الدبو) الذي كان مراقب ستوديو، صورها بدون كورس وبدون (بلاي باك) ومن دون موسيقيين، فقط بحضور المغنين ، وذهب حمودي الحارثي الى المدير العام نزار الطبقجلي وقال له: انا سجلت هذه الاغاني وهناك من يحارب هؤلاء الشباب الحلوين الناجحين ، فسمع الطبقجلي الاغاني واعجب بها، وقد كانت تربطه علاقة طيبة به، و قال : ذيعوا الاغاني على مسؤولية المدير العام ، فذاع حمودي الحارثي الاغاني ، فنجحت نجاحاً كبيراً، فثارت ثائرة علاء كامل الذي احال الحارثي الى لجنة تحقيقية ! ووصل كتاب التحقيق الى المدير العام الذي طلب من الحارثي ان يمزقه. ومن هنا انطلقت شهرة هؤلاء المطربين بعد النجاح الكبير الذي حققته اغنياتهم .