طفلة داون غيرت حياتها بالريشة والألوان

استراحة 2021/08/22
...

 الصباح: وكالات
 
تتمتع منة الله، بملامح ملائكية وابتسامة رقيقة تدخل قلوب من يقع نظره عليها، محبة للحياة وللطبيعة، التى أرادت أن تعبر عنها وعما يدور بداخلها من مشاعر وأفكار، فاتخذت من أقلام الألوان، وسيلة للتعبير عما تشعر به، على الورق، واستطاعت بمساعدة بعض الخبراء أن تطور من نفسها، وتعلمت فن تصميم الإكسسوارات وأصبحت ماهرة فيه أيضاً، وطوال رحلتها فى تحقيق أحلامها، ساعدتها والدتها التي وقفت بجانبها منذ اللحظة الأولى لإيمانها الشديد بموهبتها الفنية.
قالت سمية البدري، والدة منة والتي تعمل طبيبة، عن موهبة ابنتها»البداية لاحظت أن منة من صغرها تستطيع تنسق الألوان مع بعضها، بطريقة جميلة ملفتة للنظر، في رسوماتها، واستمرت لغاية أربع سنوات عندما اكتشف موهبتها الفنان التشكيلي شادي قطامش، وأكد لي أن رسوماتها مميزة وإني سوف أهتم بموهبتها،والفنان رضا فضل، أكد أيضا أن منة موهوبة». 
وتابعت: «استمرت منة ترسم وتطور من نفسها،بمساعدة الفنان شادى قطامش، واشتركت في معارض فنية، اولى مشاركاتها في معرض الكتاب في 2019، الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي».
تأثرت «منة» صاحبة متلازمة داون والبالغة من العمر 21 عاماً، بممارسة والدتها للأعمال اليدوية في المنزل، فأحبت أن تتعلم منها، حتى استطاعت أن تنفذ بعض الإكسسوارات بنفسها، وعن هذا قالت والدتها: «أنا اشتغل أعمالا يدوية في البيت مثل الديكوباج، وعجينة السيراميك والصلصال الحراري، ومنة كانت تشاهدني وأنا اعمل وبمرور الوقت اهتمت جدا بتلك الاعمال لاسيما الديكوباج، وفي يوم ما طلبت مني تنفيذ تلك الاعمال بنفسها وبالفعل علمتها وكانت ذكية وتقدر أن تنفذها بنفسها».
لا تعرف «منة» من ذوي الهمم، كلمة مستحيل، فلديها الرغبة في تعلم الكثير من الأشياء وتنفيذها بمفردها، وهذا ما أكدته والدتها قائلة: «منة ليست لديها حاجة اسمها مستحيل، بعد محاولات تصل الى ما تطمح اليه، وبدأت تتعلم كثيرامن شغل الهاند ميد مثل عجينة السيراميك وقشر البيض، وترسم بالصلصال على المجات، وتشارك في معارض فنية، كمعرض «إبداع منة» الذي ضم جميع اعمالها».
لم تكتف «منة» بتنفيذ شغل الديكوباج لكن اتجهت إلى تعليمه للآخرين، من خلال مقاطع فيديوهات التي تنشرها على قناتها بموقع «اليوتيوب»، مثلما أكدت والدتها، التي قالت: «منة تعلم فن الديكوباج من خلال كورسات مجانية تبثها عبر قناتها بموقع اليوتيوب، وردود الافعال جميلة على فيديوهاتها، كذلك أشرفت على ورشة ديكوباج».