الناجون من الأيزيديين يطالبون بالعدالة

بانوراما 2021/08/28
...

 دخيل إلياس/ 
سيروان كاججو
 ترجمة: شيماء ميران
عندما حاولت لمياء حجي بشار، البالغة من العمر اليوم ثلاثة وعشرين عاما، الهروب من قبضة عصابات داعش الارهابية، تعرضت لانفجار لغم ارضي افقدها بصرها وتسبب بتشوهات في وجهها ايضا. كانت هذه الفتاة في السادسة عشرة من العمر حين هاجمت عصابات داعش الارهابية مدينتها؛ سنجار صيف العام 2014، وقتلت الآلاف من الرجال، واغتصبت فتياتهم. ووصفت الامم المتحدة هذه الهجمة بأنها إبادة جماعية ضد الاقلية الدينية. وتعيش لمياء حاليا في ألمانيا حيث تتلقى العلاج، واصبحت الصوت المدافع عن النساء الايزيديات.
تقول لمياء: «لقد مرت سبع سنوات، ولم تتحقق مطالبنا حتى الآن. فلم تتم إعادة إعمار سنجار لتتسنى لنا العودة اليها، فقد أرهقنا العيش في المخيمات، ولم يتم إنقاذ الكثير من فتياتنا ونسائنا واطفالنا من قبضة عصابات داعش الارهابية». 
نالت هذه الفتاة جائزة سخاروف في العام 2016 لحرية الفكر، التي يمنحها البرلمان الاوروبي للاشخاص او الجماعات التي تناضل من اجل حقوق الانسان. ورغم إن عصابات داعش لم تعد موجودة، لكن منظمات حقوق الانسان لا تزال تؤكد أن هناك ما يقارب ثلاثة آلاف إمرأة وفتاة أيزيدية في عداد المفقودين.
أما فائزة كمال سليمان، فكانت في الثانية عشرة من عمرها فقط حين وقعت في أسر عصابات داعش عام 2014. وتم تحريرها وإنقاذها من هذه العصابات الارهابية في سوريا خلال ايلول عام 2019 على يد قوات سوريا الديموقراطية. وذكرت فائزة، التي تعيش حاليا في مخيم للنازحين بالقرب من محافظة دهوك: «لقد عانيت كثيرا تحت وطأة حكم عصابات داعش الارهابية. وتعرضت للبيع كثيرا لغرض اغتصابي قسرا». كما تشير إلى ان سبعة من افراد أسرتها، من بينهم شقيقتها الصغيرة، ما زالوا مفقودين.
يعيش اليوم اكثر من 200 الف ايزيدي نازحا في محافظات العراق الشمالية، إذ يعيش العديد منهم في مخيمات مكتظة. يقول نوكس تاميس، الذي سبق وأن عمل مستشارا خاصا للاقليات الدينية في وزارة الخارجية الاميركية: «سبع سنوات مدة طويلة جدا للاستمرار بالعيش في المخيمات بالنسبة لأولئك الذين كانوا مستهدفين بإبادة جماعية، فعلينا ان نقوم بما هو افضل، ونحن بحاجة لتعاون المجتمع الدولي مع الحكومة العراقية لكي نلمس حدوث التغيير».
وقال تاميس، الذي يعمل محللا في معهد السلام الاميركي (USIP): «ينبغي على الولايات المتحدة والحكومات الاوروبية ان تشجع السلطات العراقية لاتخاذ الخطوات الضرورية لتحقيق العدالة والامان، والسماح للايزديين بالعودة إلى مدينتهم وتقديم المساعدة لهم لإعادة بناء حياتهم».
وكانت الحكومة العراقية المركزية قد توصلت إلى إتفاق مع اقليم كوردستان لتحقيق الامن في مدينة سنجار، ويشير المراقبون إلى ان هذه الاتفاقية تنتظر التنفيذ.
 
المسؤولية
وفي محاولة لتخفيف معاناة الايزيديين، أقر البرلمان العراقي هذا العام قانون اعتبار هجوم عصابت داعش الارهابية ضد الايزيديين بأنه إبادة جماعية. 
ويتطلب قانون الناجيات الايزيديات ان تقدم الحكومة تعويضا للنساء الناجيات من الاعمال الوحشية، التي مارستها تلك العصابات الارهابية. ويؤكد كثيرون بانهم لم يتلقوا الاهتمام الكافي بقضاياهم.
تقول هالة سافيل، البالغة من العمر ثلاثة وعشرين عاما والتي تم إنقاذها من أسر داعش عام 2017: «نسمع الوعود ذاتها في كل عام، لكن لا شيء يتغير بالنسبة لنا». وتحدثت بتذمر من وضع النزوح الذي تعيشها بنات مجتمعها، قائلة: «يقولون ان داعش انتهت، فأين المفقودون منا؟، لقد اقر البرلمان قانونا بشأن الناجيات الايزيديات، لكننا ننتظر تنفيذه، فنحن بحاجة للفعل وليس الكلام.. إن 
إبادة الايزيديين مستمرة لاننا لا نزال نفقد الكثير منا، ومعظمنا ما زالوا يقيمون في مخيمات 
النازحين».
يقول خبراء إن القبض على مرتكبي الجرائم ضد الايزيديين مسؤولية ينبغي لها ان تكون الخطوة الاولى في طريق تحقيق العدالة للضحايا من الايزيديين.
يوضح جيرمي باركر مدير فريق عمل الشرق الأوسط في معهد الحرية الدينية بأن: «آلية المحاكمة ضد داعش في العراق تقول للمجتمع الايزيدي ولعموم الناجين من الاعمال الوحشية، اننا ندرك ما حدث لكم ولمجتمعكم، ونحاسب هؤلاء المجرمين، وهذا عامل مهم لم تكتمل معالجته بعد».
مضيفا: «من المهم إتخاذ آلية ملائمة وخطوات واضحة للعمل على الادلة التي تم جمعها والشهادات التي تم تقديمها وتحويلها إلى محكمة هادفة».