عادات وتقاليد

الصفحة الاخيرة 2021/09/07
...

حسن العاني 
 
صحيح أن هناك عدة عوامل تقف وراء التباين في العادات والتقاليد بين الشعوب كالتراث والدين والثقافة، ولكن (العامل البيئي) يقف في المقدمة، وهو من يتحكم في ذلك التباين الى حد كبير، فللصحراء مثلاً ورمالها وعطشها وجدبها وقسوتها انعكاسات واضحة على هذه العادات، وهي انعكاسات من السعة بحيث لا تغادر شيئاً من مفردات الحياة، الحب والزواج والملابس والغناء والطعام والحزن والفرح والشرف وماهو عيب او مسموح به ... الخ، وهكذا نتلمس الفوارق والتباينات حتى في الصوت واللغة ومخارج الحروف عند سكان الجبل او الصحراء او النهر او السهل او الريف او المدينة.
الأمثلة امامنا اكثر من أن يلم بها، ففي معظم عواصم العالم يعبر المواطنون عن فرحهم بفوز منتخبهم الرياضي عبر التجمع المصحوب بالرقص في الساحات الكبيرة او بواسطة ركوب السيارات والدراجات البخارية، وفي العادة فان تلك التجمعات تضم الصغار والكبار من الجنسين . 
في اغلب العواصم الاوروبية يوضع (المتوفى) في تابوت خشبي ويمر به افراد اسرته واقاربه واصدقاؤه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة، وحين يدفن يتولى بعض مقربيه وضع باقات الورود فوق قبره، بينما ترتدي زوجته وبناته وشقيقاته الملابس السود، وعند الصابئة تعلق قطعة ذهب صغيرة في كفن الميت.
وليلة الزفاف او الدخلة لها النصيب الاوفر من العادات والتقاليد، ولا ابالغ اذا ذكرت بانني وقفت على اكثر من عشرة أساليب في (مدن الموصل وقراها) المسيحية لا يتسع المجال للاتيان عليها، ولكن عادات الزواج في الحمدانية مثلاً هي غيرها في بطناية او تلسقف او تلكيف، وبمناسبة الموصل فان الطائفة (اليزيدية) لها تقاليد زواج لا تشبه تقاليد المسيحيين او المسلمين، اما ليلة الزفاف في كردستان فهي الطبل والزرنة والدبكات، في حين تحتفل باريس وتحتفي بعرسانها بالذهاب الى النادي بعد مغادرة الكنيسة وهي، اعني الناس  تأكل بشهية وتشرب حتى تثمل وترقص وتغني الى أن يبزغ الفجر، وفي اهوار العراق الجميلة تزف العروس الى بيت الزوجية بواسطة المشاحيف، اما في (بغداد) عاصمة الحضارة، فيتولى المواطنون الكرام توديع (المتوفى والعريس وعروسه) الى مثواهم الأخير بأربعة آلاف اطلاقة من رشاشاتهم ومسدساتهم، وحتى من كواتم الصوت!.