نجّارة تحوّل الأثاث القديم إلى تحف إبداعية

الصفحة الاخيرة 2021/09/07
...

 بغداد: عواطف مدلول 
منذ الطفولة بدأت لدى نور ميول نحو استثمار قطع الاثاث الخشبية المتبقية المهملة واصلاحها، لتصنع منها ديكورات بسيطة، فصارت كلما تكبر تتسع مساحة عشقها لتلك الهواية ويزيد اهتمامها بها، حتى تطورت امكانياتها فيها، لا سيما انها غالباً ما كانت تلقى اعجابا شديدا من اهلها واقاربها، الذين اصبحوا يثقون جدا بما تعمل ويعتمدون عليها في اعادة تشكيل بعض بقايا الاثاث لخلق تحف فنية ابداعية منها، وما ساعدها في السعي للنجاح بهذه الموهبة انها اضحت خياطة فساتين مناسبات محترفة ايضا.
نور طامي الجنابي (27 عاما) متزوجة ولديها اربعة اولاد وتسكن في منطقة الدورة في بغداد، قررت قبل اكثر من ثمانية اشهر، أن تعبر اعمالها حدود الاقارب والاهل لترى النور فانشأت حسابات خاصة لها بمواقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك والانستغرام والتيك توك للاعلان عن اهم انجازاتها والتعريف بها. 
الجنابي اوضحت لـ {الصباح} أن {مراحل عملي انشرها باستمرار، خصوصا بعد اعداد ورشة خاصة استطعت توفير كل التجهيزات لها في البيت، وتتضمن اعمال النجارة ديكورات خشبية ونجارة الموبيليا من غرف نوم وقطع اثاث خشبية وغيرها، وعمل ديكورات داخلية بابتكارات مختلفة نوعا ما، من خلال اضافة لمسة الخشب، كما اصمم تخم نجارة هيكل ودوشمة واعادة تدوير الاثاث القديم (تخم، غرف نوم، قطع خشبية وغيرها)، وتحويلها الى تصميمات حديثة من حيث الوانها والشكل الخارجي بما يتناسب مع الموديلات الدارجة الان}.
وتشير نور الى أن سبب اختيارها لتلك الهواية التي تحولت بمرور السنوات الى مهنة، لأنها وجدت فيها نوعاً من التميز واثبات للقدرات كونها امرأة، ومن خلالها من الممكن أن تحقق شيئا لذاتها.
 موضحة {لم ار او اسمع ان هناك امرأة اخرى تعمل بهذا المجال وهذا ما يجعلني مختلفة}، وتضيف "لم استسلم للصعوبات التي وقفت امامي، بل لم انتبه اليها، لأنني لا اهتم كثيرا بالآراء السلبية، واحب ما اقوم به، لذا لا اسمح لأي شيء أن يؤثر عليّ}. 
وتؤكد نور ان اهلها وزوجها يشجعونها، لكنهم بالوقت نفسه يشعرون بالخوف عليها، معللين ذلك، بأن هذا العمل متعب بالنسبة لامرأة، فهو يحتاج اقوة وجهد، لاسيما وانها تقوم بتفاصيل العمل بمفردها، اذ لم يسبق لاحد من الاسرة أن اختار تلك المهنة، بالمقابل يسعدها ما تحصد من نتائج جهدها، فاقبال الناس يبعث في نفسها الرضا والارتياح، خصوصا بعد استلامهم للطلب، اذ تشاهد فرحتهم فتبتهج جدا، واغلبهم يستغربون وينبهرون بجمال القطعة الاخيرة، ولم يتوقعوا انها ستنجز بهذا الشكل. 
وبشأن طموحها، تتمنى نور أن تصبح لديها دار أثاث مميزة بتصاميمها وافكارها، وبالنسبة لأولادها والتخطيط لمستقبلهم، فتفسر ان ذلك تابع لقناعاتهم وتعلقهم بما يحبون فعله، وبحسب رأيها لا يمكن أن ينجح انسان في عمل ما اذا لم يجد 
نفسه به.