رئيس الجمهورية: العراق يرغب ببناء أسس شراكة حقيقية مع بقية دول العالم
العراق
2019/02/26
+A
-A
بغداد / الصباح
عبر رئيس الجمهورية، برهم صالح، عن أمله في أن تؤدي فرنسا دوراً مميزاً في اعمار واستقرار البلاد ومدنه المخربة، والاستثمار في قطاعات النفط والطاقة والصناعة بما يحقق الازدهار وتوفير فرص عمل للشباب، مشيراً الى ان العراق يرغب ببناء أسس شراكة حقيقية مع فرنسا وبقية دول العالم للنهوض بالواقع الاقتصادي للبلاد، وفي حين أشاد وزير اوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بالانتصارات التي حققها الشعب العراقي ضد عصابات داعش، أكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرارد لارشيه مساندة فرنسا للعراق لتحقيق امنه واعماره.
تطوير العلاقات
وأفادت بيانات رئاسية، تلقتها «الصباح»، بأن رئيس الجمهورية، أكد خلال لقائه في إطار زيارته الرسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس، وزير اوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، «ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين»، مشيراً الى ان «العراق يرغب ببناء أسس شراكة حقيقية مع فرنسا وبقية دول العالم للنهوض بالواقع الاقتصادي للبلاد».
وأشاد صالح بـ»الدور الايجابي للاتحاد الاوروبي ومساندته للحكومة العراقية»، مبيناً ان «العراق يتطلع للمزيد من التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية».
من جانبه، جدد لودريان «حرص بلاده على استمرار دعم العراق في المجالات كافة»، مشيداً بـ»الانتصارات التي حققها الشعب العراقي ضد عصابات داعش».
كما التقى رئيس الجمهورية رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرارد لارشيه، وبحث معه سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد الرئيس صالح ان «العراق يتطلع الى تعاون واسع ومثمر مع فرنسا»، معرباً عن «امله في أن تؤدي دوراً مميزاً في اعمار واستقرار البلاد ومدنه المخربة، والاستثمار في قطاعات النفط والطاقة والصناعة بما يحقق الازدهار وتوفير فرص عمل للشباب».
من جانبه، جدد لارشيه «مساندة فرنسا للعراق لتحقيق امنه واعماره والمساهمة في اعادة الحياة الطبيعية لمناطقه المتضررة من خلال دعم عودة النازحين واللاجئين الى مدنهم».
يشار إلى أن رئيس الجمهورية عقد مؤتمراً صحافيا مشتركاً مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، أمس الأول الاثنين، أكد فيه ان «النصر المتحقق للعراق، مهم وحاسم في الكثير من المجالات، لكنه غير مكتمل وبحاجة الى تكريس وترسيخ وادامة الزخم الامني والسياسي والاقتصادي والاقليمي»، موضحاً «علينا العمل من العراق، مع جيراننا وحلفائنا الدوليين من اجل تجفيف منابع الارهاب فكراً وتمويلاً».
واضاف صالح «اننا دائما بحاجة الى تعزيز العمل من اجل انهاء هذه الظاهرة الشاذة التي المت بالمنطقة والعالم»، مشيرا الى «تصدي العراقيين في هذه المعركة وتضحياتهم بالغالي والنفيس من اجل انهاء الخلافة المزعومة لداعش، حيث كان للدعم الذي تلقيناه من التحالف الدولي والاصدقاء وفرنسا دوره المهم». رئيس الجمهورية الذي شدد على ان «العراق مقبل على استحقاق الاعمار واعادة تنشيط اقتصاده والتركيز على التنمية البشرية، فهذا استحقاق ليس بالسهل تحقيقه، لكننا نتوقع من حلفائنا الدوليين المساعدة الفاعلة في هذا المجال»، أكد ان «توفير فرص العمل للشباب العراقي واعادة اعمار المدن المدمرة وعودة النازحين هي استحقاقات ضرورية للوضع السياسي والامني العراقي»، مضيفاً «يجب ان ننطلق الى مرحلة جديدة وهي استتباب الأمن والاستقرار المستدامين في المنطقة وهذا لن يتحقق الا بعودة العراق قادراً ومقتدراً في المعادلة الاقليمية».
إعادة هيكلة الاقتصاد
وأوضح صالح ان «الحكومة العراقية برئاسة الدكتور عادل عبد المهدي لها اولوية في إعادة الهيكلة الاقتصادية والاعمار ولدينا برنامج طموح للاصلاح الاقتصادي، وسنكون بحاجة إلى مساعدة اصدقائنا وحلفائنا في اوروبا والعالم من اجل تحقيق ذلك»، وقال: «نحن مسرورون مما سمعناه من الرئيس ماكرون حول استعداد فرنسا للتعاطي مع هذه الاستحقاقات ودعم العراق بهذه المرحلة في الجانب الاقتصادي، ونؤكد ان فرنسا كانت دوماً شريكاً اقتصادياً فاعلا للعراق، نتمنى ان نبني على هذه العلاقة بمديات اوسع وسياقات ارحب».
واشار رئيس الجمهورية الى انه «رغم الحرب الضروس ضد الارهاب، التي كانت تعني الكثير من الدلالات، فقد تحقق الانتقال في السلطة واجراء الانتخابات، واملنا ان نستطيع بناء الدولة بما يضمن الحريات الديمقراطية المدنية، علينا التعاطي مع المشكلات المتراكمة من الماضي لاجل المضي بالبلاد نحو الاستقرار والسلام».
وأضاف صالح «اننا نريد لبلدنا ان يكون ساحة توافق وليس ساحة للتنازع والتناحر بين الاطراف الاقليمية والدولية، نريد استقرار بلدنا واعماره وبناء منظومة اقليمية جديدة يكون اساسها المصالح الاقتصادية المشتركة بما يعود بالخير ليس على المنطقة فقط بل للعالم اجمع»، موضحاً «لقد تحدثنا في القمة العربية الاوروبية امس عن المشتركات بين الدول المتشاطئة على البحر المتوسط في اوروبا والعالم العربي والدول المتشاطئة في الخليج، مضيفاً « تربطنا علاقات جيدة مع جيراننا وهم يريدون نجاحنا بهذه الدرجة او تلك».
وتابع رئيس الجمهورية «اتطلع الى شراكة فعلية مع الرئيس ماكرون ومع فرنسا والاتحاد الاوروبي لانهاء تلك المرحلة العصيبة التي مرت ليس على الشرق الأوسط فقط بل على اوروبا حيال استفحال الارهاب».
دستور الحريات والحقوق
ورداً على سؤال الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو بشأن ارهابيي داعش الفرنسيين، اوضح صالح انه «تم استدراج 13 ارهابياً من داعش خلال عملية امنية وتسلمتهم السلطات العراقية وهم متهمون بارتكاب جرائم ضد العراقيين والمنشآت العراقية، وسيحاكمون وفق القانون العراقي وهذا ما يجيزه القانون الدولي».
وتعليقاً على سؤال احد الصحفيين الفرنسيين بخصوص الاقليات في العراق، اكد رئيس الجمهورية «انا ارفض هذه التسمية واقول إن هؤلاء يمثلون مكونات اساسية من مكونات شعوب تلك المنطقة، انا كردي وكنت اسمى أقلية، وكلمة الاقلية كأن فيها نوعا من التمايز عن الاخرين، في الدولة العراقية الجديدة ارتضينا لانفسنا دستوراً فيه من الحريات والحقوق المثبتة ما يلزم الدولة بالتعاطي مع كل هذه المكونات بناءً على اسس واضحة وقيم صريحة وعادلة، الايزيديون والمسيحيون وغيرهم من المكونات تعرضوا الى مظالم خطيرة من الفكر المتطرف والجهات الارهابية، واجبنا كحكومة وواجبي كمسلم ان انتصر لهم وان اكون سنداً لهم لان المخاطر التي تعرضوا لها ارتكبت باسم الدين الذي انتمي اليه والدين براء من هذه الافعال الشنيعة»، مشددا على ان «العراق بل الشرق لن يستقيم حاله، ولن يستتب السلام فيه ان لم يكن المسيحي محترماَ ومقدراَ ومكانته محفوظة بقيمه ودينه وعاداته وحضوره وكذلك حال
الايزيديين».
من جهته أكد الرئيس الفرنسي ماكرون أن «فرنسا تؤيد سياسة العراق الإقليمية المتوازنة، وأن هذا البلد ينبغي أن يحيّد عن أزمات الشرق الأوسط إن كانت مرتبطة بسوريا أو إيران». موضحاً أن «وجود التحالف الدولي عامل أساسي، وأنا واثق بأن الحلفاء يؤكدون أن لدى العراق دوراً أساسياً في المنطقة، ووجودنا الى جانبه
ضروري».
وقال ماكرون: إن «فرنسا ستساعد ضحايا الإرهاب ومنهم المسيحيون والإيزيديون الذين تم تعذيبهم وقتلهم، وينبغي أن يستعيدوا كل مركزهم في العراق الجديد. وأكد أنه ناقش مع رئيس الجمهورية مشاريع مشتركة لعودة الحياة الطبيعية للعراقيين»، معلناً أنه «سيزور بغداد خلال العام الحالي، لتعزيز التعاون العسكري والأمني
مع العراق».