تصعب على الشرطة مراقبته نهر بيداسوا الإسباني.. {فخ الموت} الجديد للمهاجرين

بانوراما 2021/09/09
...

  بيدرو غورسوب
  ترجمة: حميد ونيس
جون هو أحد مسؤولي شبكة {إيرونغو هاريرا ساريا} غير الحكومية والمعنية بالمهاجرين، يتحدث عن مخاطر عبور نهر بيداسوا في اقليم الباسك الاسباني، وقال إن المزيد من المهاجرين يسبحون عبر هذا النهر الممتد على طول عشرة كيلومترات مع حدود الاسبانية مع فرنسا ليجتازه المهاجرون إليها.
ووفقا لبيانات حكومة إقليم الباسك، فخلال الاشهر الماضية من هذا العام عبر نحو 4100 مهاجر الحدود بشكل غير قانوني، وكان معظمهم يجتاز الحدود سيرا على الأقدام او بالسيارات، لكن اعداد المهاجرين بالسباحة عبر النهر بدأت تتزايد. 
وتذكر البيانات انه ما زال العديد من المهاجرين في مدينة إيرون الباسكية في انتظار العبور إلى فرنسا، ويبقى النهر خيارا مهما لعبورهم.
تقول أنايتزي أجيري، المتحدثة باسم منظمة إيرونغو هاريرا ساريا: ان نهر بيداسوا أودى بالفعل بحياة العديد من المهاجرين، فقبل بضعة أسابيع غرق رجل اثناء محاولته عبور النهر، كما توفي شخص من ساحل العاج يدعى {يايا} يبلغ من العمر 28 عاما في شهر حزيران الماضي أثناء عبوره النهر من منطقة جزيرة فيزانت، في الجزء الأقرب من فرنسا، حيث يتغير العمق فجأة ويزداد من مكان الى آخر. وكان يايا قد سافر مع ابن أخيه، الذي نجا خلال الحادثة نفسها. 
يقول ابن أخيه إنه وعمه المتوفى عملا في البناء وسائقي سيارة أجرة من أجل جمع المال والتمكن من الهجرة إلى أوروبا.  ستقل الاثنان قاربا للوصول الى جزر الكناري قادمين من منطقة الصحراء الغربية وبعد خمسة أيام وصلا إلى الجزر مع مهاجرين. ثم سافر الجميع إلى مدينة مالقة ومنها إلى إيرون في إسبانيا. 
لكن يايا لم يكتب له الحياة ليجتاز نهر بيداسوا.
ويقول كزابير ليجاريتا، مدير إدارة الهجرة واللجوء في حكومة الباسك إنه يجب إنشاء {ممرات إنسانية آمنة وأن على الاتحاد الأوروبي} اتخاذ إجراءات بشأن هذه المسألة. 
وبحسب منظمة {إيرونجو هاريرا ساريا}للهجرة، فإن ما يتراوح بين 20 إلى 30 مهاجرا يصلون إلى مدينة أيرون يوميا في طريقهم نحو الشمال. ويوضح جون أن 95 بالمئة منهم يأتون من جزر الكناري وبمجرد بلوغهم منطقة البر الرئيسي، يواصلون طريقهم إلى إيرون ومنها إلى شمال أوروبا.
 
وهم الرؤية القريبة
ويمضي جون في سرد معاناة المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى إيرون حيث يفاجؤون بإغلاق الحدود الفرنسية. 
وتبرر السلطات الحدودية سبب الإغلاق بأنه يعود إلى الإجراءات لمواجهة وباء كوفيد- 19. كما إن هناك ضوابط وضعت للمهاجرين الذين يجتازون الحدود مشيا أو استخدام القطار وحتى لمن يأتون بواسطة القوارب الصغيرة. 
لكن تلك الضوابط ليست عامة، وإنما تبدو انتقائية، بحسب جون، الذي تحدث عن طلب السلطات الوثائق من المهاجرين لمعرفة إن كانوا عربا أو من دول جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية، وإذا ما اكتشفت السلطات الفرنسية أن وثائقهم غير صحيحة، فستمنع دخولهم وتعمل على إعادتهم إلى إسبانيا، وهكذا يبدأ اليأس بنشر الفوضى بين المهاجرين الذين يضطرون لفعل كل ما يلزم لمواصلة رحلتهم.
من جانب آخر، يرى أحد ضباط الشرطة في إقليم الباسك ان عشرة كيلومترات من المستحيل التحكم فيها على مدار الساعة، ورغم أن شرطة الاقليم تراقب ضفاف نهر بيداسوا أثناء مرور دورياتها عبر إيرون، فإن المسافة الفاصلة عبر الحدود ستبدو السيطرة عليها جدا رغم أن المراقبة عليها مستمرة.
أما أدرين من منتدى سانتياغو للسباحة في إيرون، فهي تعرف النهر جيدا لكونها متخصصة في التجديف، فهي وزملاؤها في المنتدى يعرفون نهر بيداسوا مثل راحة اليد. تقول أدرين: إن الضفة الأخرى من النهر تبدو قريبة جدا، لكنها في الواقع بعيدة عن تصور المشاهد، فالذين يعبرون النهر سيقعون في فخ الإنهاك، إذا ما كانوا متعبين أو يعانون من سوء التغذية أو لا يعرفون السباحة بشكل جيد. إن بعض أماكن النهر {فخ مميت}، بحسب 
أدرين.
ونتيجة للضوابط الصارمة التي تفرضها السلطات الفرنسية على الحدود في إيرون استغل البعض يأس المهاجرين، فيدعي بعض الناقلين وجود ممر آمن للمهاجرين إلى الجانب الآخر، ثم يعمدون إلى تركهم قرب الشاطئ، وبعض الناقلين يتقاضون 50 يورو من كل شخص لقاء عبوره النهر، وبذلك أصبح ذلك عملا تجاريا خطيرا على حياة المهاجرين.