مسرح التعزية.. تقنيات حديثة لربط التاريخ بالافكار المعاصرة

الصفحة الاخيرة 2021/09/11
...

 بغداد: نوارة محمد ورشا عباس
في قاعة المسرح الوطني، ظلامٌ  يقطع الأنفاس، وحيرة تعتلي الوجوه المصفرة، حيث تقف دموع  حائرة مترددة في النزول لتملأ أعين الحضور، يوم متشح بالسواد وآهات غير مسموعة لكنها بدت واضحة على ملامح الكثيرين.  
انه وداع آخر، لكنه وداعٌ مختلف هذه المرة، ففي فعاليات «مهرجان التعزية الدولي» بنسخته الخامسة، التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي برعاية محافظة بغداد وبالتعاون مع وزارة الثقافة وتحت شعار «المسرح منصة انسانية يتجلى فيها النبل البشري والقيم الجليلة»، نودع أواخر شهر محرم بطقوس يجسد الفن جزءها الاهم. 
وبعد أن ألقى محافظ بغداد السيد محمد جابر العطا كلمته، عرض فيلم «اناخت لرحلك» للمخرج ازهر خميس، ومن ثم احيا الكاتب المسرحي منير راضي ذكرى استشهاد الحسين (ع) بطريقة غير مألوفة، عبر مسرحية «قيامة الكلمة» بمشاركة الفنانين: محمود ابو العباس، آسيا كمال، مازن محمد مصطفى، جاسم محمد، علي كاظم، حسين مالتوس، عالية عبود، سيد عبد الله الناجي، علي عبد محمد، رعد سلمان، عماد العتبي، مسلم ماري، وحيدر العبودي، والعرض أثار 
انتباه الحروف، بنصه وأداء ممثليه وإخراجه. المهرجان الذي ستستمر عروضه لمدة خمسة ايام يتضمن عرض خمسة اعمال مسرحية، اولها في بغداد والنجف وبابل، فضلا عن معرض تشكيلي شغل باحة المسرح، اذ اخذت كل لوحة تحكي 
زاوية معينة من معركة الطف وما جرى بعدها. الفنان محمود ابو العباس بيّن لـ «الصباح» أن «دور الراوي جسدته بأريحية مطلقة، لأسرد بطريقة قصصية تفاصيل لم تكن واضحة»، مشيراً الى «ضرورة خوض تجارب مع مسرح التعزية لربط الحاضر بالماضي بطريقة معاصرة حديثة، وثورة الحسين مثالاً، نحن نحاول تجسيد فكرة الحسين بحداثة وطرق معاصرة بعيدة عن نقلـــها بطـــــرق تاريخــــية نــمطية»، مختتما بالقول: «لقد حاول المخرج أن يستخدم تقنيات حديثة من خلال ربط التاريخ بالافكار المعاصرة وأظن انه نجح». 
من جانبه، اوضح الفنان مازن محمد ان «مهرجان مسرح التعزية يكمل فصوله بعد أن باتت جائحة كورونا عثرة في طريقه، لكن ثمة املاً يلوح لنا وها نحن نستجيب، لاسيما ان قضية الحسين (ع) تناقش بشكلها المعاصر والحديث». وفي الختام اعلنت نتائج مسابقة النصوص المسرحية، ومن ثم تكريم الفنانين والمؤسسات التي اسهمت في اقامة هذا المهرجان.