خلايا داعش النائمة تتعامل بالعملة الرقمية

بانوراما 2021/09/12
...

 دانكن غاردام
 ترجمة: حميد ونيس
 يعمل هشام تشودري مساعد مبيعات في أحد متاجر العاصمة البريطانية لندن، لكنه استغل موقعه كغطاء للعمل مع عصابات داعش الارهابية، وقام باستخدام عملة البيتكوين وارسال أكثر من ٥٥ ألف جنيه إسترليني إلى الجماعة الإرهابية من بلدة صغيرة ضمن مقاطعة ليسترشاير في بريطانيا. في إحدى الصفقات، قدم هشام تشودري، البالغ من العمر 28 عاما، مبلغا قدره خمسة آلاف جنيه إسترليني، حتى تتمكن مجموعة داعشية من إخراج زوجة أحد العناصر المنتمية لها من أحد معسكرات الاعتقال في سوريا. 
وقد وجدته محكمة بريطانية مذنبا بتمويل العصابات الارهابية فحكمت بسجنه 12 عاما عن تلك الجرائم، فضلا عن أربع تهم بصنع ونشر مقاطع فيديو دعائية للجماعات الارهابية، بما في ذلك ترجمة خطاب لاسامة بن لادن.
وتقول مصادر المحكمة إن تشودري كان قد أقسم على الولاء لعصابات داعش بعد محاولة فاشلة منه للانضمام إليها في سوريا، خلال كانون الثاني 2016، وظل مرتبطا معها طيلة السنوات الثلاث اللاحقة، وعمل كعميل مختفٍ في بريطانيا.
وتطور عمل تشودري فقام بإنشاء نظام بيتكوين ونقل مبالغ وصلت إلى 16 الف جنيه إسترليني في العام 2018 و35 الف جنيه إسترليني في العام 2019 إلى جهات غير معروفة من دون أي فائدة لنفسه. 
وتحدث القاضي بول فارير عنه بالقول إن تشودري عمل على «تنظيم تمويل متكرر لانتزاع أنصار داعش من معسكرات الاعتقال في سوريا وتهريبهم إلى مناطق أخرى.
ومن هنا يبدو أنه ليس مجرد فرد يجمع الأموال، وإنما لعب دورا تنظيميا تضمن الاتصال المباشر مع الشخص، الذي كان يتفاوض مع المهربين وإجراء مفاوضات حول السعر والطريق الذي يسلكه المهربون.
وتحدثت المحكمة عنه بأنه «لا يوجد سبب للاعتقاد بأنه سوف يتنازل عن آرائه ونشاطه ومن المحتمل أن يتطور وضعه الى مستوى خطير في المستقبل».
 
شبكة خدمات إرهابية
فمن منزله في منطقة وادبي، أرسل تشودري مبلغ خمسة آلاف جنيه إسترليني إلى جهة اتصال في تركيا كانت تسعى لإخراج امرأة تدعى «أم براء» من مخيم الهول السوري. 
كانت المرأة زوجة داعشي يدعى باسل حسن وهو دنماركي، كان متهما بخطة تفجير طائرة إماراتية أثناء مغادرتها مطار سيدني، والتي تم إحباطها عند اللحظة الأخيرة في تموز 2017.
وقد قتل حسن قرب الحدود اللبنانية بعد شهر من الحادثة.
وقال المدعي العام، سايمون ديفيس، لمحكمة برمنغهام: «لم يقتصر الأمر على إقحام المتهم نفسه بإخلاص في أنشطة عصابات داعش، بل تم قبوله أيضا كعضو موثوق وجدير بالثقة بينها». 
ويضيف المدعي العام أنه في تشرين الثاني 2019، طلب تشودري من جهة اتصال تدعى حسومي «تسليم البيعة الجديدة إلى أمراء (في داعش) حتى يقبلوها» وقيل له: «تم تدقيقها، وسيتم تسليمها، ويكفي أنها صادرة منك يا أخي.»
وعلق المدعي على تلك الرسالة بأنها «دليل واضح يمكن استخلاصه من هذا التبادل، هو أن طلب تشودري كان كافيا لإقناع قادة داعش بأنه كان عضوا مخلصا لها في الجماعات الارهابية».
وادعى تشودري أن الأموال الواردة إلى حسابه في منطقة باركليز هي راتبه، وأن المال الذي يصل اليه مقابل العمل الذي قام به للأشخاص على مواقع النت، وكذلك تسديد القروض التي منحها لأصدقائه وعائدات الصفقات التي أبرمها بالعملة المشفرة.
واضاف أن جهة اتصال تُدعى جو سميث كان صديقا في إسطنبول تحدث معه على التلغرام، والذي أرسل مبلغا قدره 5500 جنيه إسترليني، كعائدات تداول بعملة البيتكوين.
وبعدما تم القبض عليه في تشرين الثاني من العام الماضي من 
قبل السلطات البريطانية، إدعى في المحكمة، أنه كان يقدم مساعدات إنسانية إلى سوريا.
 وقال رئيس المباحث مارتن سنودن، رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة: إن هشام تشودري قام بدور نشط في الترويج للإرهاب ودعمه وتمويله ومن الواضح أنه كان عضوا مهما ضمن عصابات داعش الارهابية، وهو شخص أظهر ولاءه باستمرار من خلال 
أفعاله.
لكنه على الرغم من كثرة الأدلة ضده، حاول هشام تقديم نفسه على أنه شخص يعمل في المجال الإنساني، في حين أنه في الواقع إرهابي تمت إدانته من قبل المحكمة.