لمَ لا يا سيد الأحرار .. فكلنا شعراء

ثقافة شعبية 2021/09/12
...

ذوالفقار يوسف
 
ركيك، ضعيف، باهت وبسيط، كل قلب لم يعرفك، فكيف نكون متيقنين من قابليتنا في مواجهة الحياة، أن نكون صامدين امام الظلم لننتصر، بك يا سيدي قد استطعنا ذلك، أن نكون جاهزين لدوامة الزمن وثابتين امامها، كيف لا وانت تلك العِبرة والعَبرة التي علمتنا كيف نكون انسانيين في مسيرتنا الدنيوية، ومع كل هذا الحب الذي تمتلئ فيه روحنا، ومع كل تلك المودة التي امتزج بها العشق والقوة، تحولت احاسيسنا ومشاعرنا من دون وعي الى شعر، شعر يبوح بكل ما تختزله عقولنا من تلك التضحية التي بقيت شاخصة على الرغم من محاولات طمسها المستمرة، ان نعرفك بالفطرة ونعشقك حينها، حب ازلي ابدي لا عناء فيه، ان يترافق حزننا ومصابك مع الهامنا وانتصارك، فمن قال يا سيدي بان ضرب الصدور ليس شعراً؟!.
تلك الدموع التي تنبثق من القلوب قبل العيون هي حروفنا بك واليك، كلمات تجتمع لتحاكي فاجعتك الاليمة، باقية صامدة، كما وجودك البهي، قل لي يا سيدي هل ستنتهي دموع محبيك يوما ما، كيف لنا الا نرثيك كلما هلّ علينا اسمك، هالتك، ايامك وراياتك وكل ما ارتبط بك، يا محرر الرغبات، كيف لنا الا تحكمنا لذة الآهات، وتغلف القلوب رايتك التي تجعلنا نحترم القوانين الالهية والانسانية، ان ايامك يا سيدي تبعدنا عن نسخنا الشاحبة، وتجعلنا شعراء لا شبيه لنا، نقول الشعر بكفوفنا وصدورنا وقبلها قلوبنا وارواحنا، متأكدين من تلك الكلمات التي نتمتم بها كلما توجهنا لك، راضين عما نقوله، متيقنين من قصائد العشق التي نحدثك بها من خلال لغة الروح، كل منا يحدثك بطريقته، بعنفوانه الذي مُزج بمقامك وقدسيتك، لتختلط القشعريرة الملائكية باوردتنا، كن واثقا يا امير العبرات كل ذلك يحدث عندما نتنفس حضورك، فكيف لا نكون شعراء؟!.
 شعر موزون ومقفى، هل هذا ما يتطلبه الامر لنقترب منك ونتخطى حدود البساطة في ندبك؟، فنحن نستعير حسراتنا، ونستثمر وصف مقامك كلما التجأنا اليك لنخوض في الطمأنينة القصوى، فكيف يكون الشعر شعراً ان لم يلتحف بالآهات، ان لم نستأصل كل المشاعر عن حضرتك لتُخلق القصيدة، ان ننشد ابيات العشق السرمدي فيك ومنك واليك ، بيننا فقط، انت بولوجك الى عمق القلب ولوعاته في مصابك، ونحن في ما يجعلنا ناصرين لكل ما كنت تريده في معركتك مع الدنيا، فيا سيدي أليس هذا بشعر؟!.