حل اقتصادي

الصفحة الاخيرة 2021/09/13
...

حسن العاني
جهود كبيرة ومخلصة يبذلها السادة الرؤساء والوزراء والنواب، وجهود مماثلة يبذلها السادة وزراء المالية والتخطيط ومستشاروهم وجهود كبيرة ومخلصة يبذلها السيد هيثم الجبوري عبر الفضائيات، وجهود فضائية مماثلة يبذلها محللون اقتصاديون وخبراء في القضايا المالية و ... ومع هذه المساعي الطيبة والمشكورة من الجميع، ولكن أوضاع البلاد والعباد تعاني من متاعب مالية واقتصادية ومعاشية لا يصعب تلمسها لمس اليد في البطالة التي تجاوزت الحدود المسموح بها من دون رادع يردعها، ومع كل عام جديد تستقبل الشوارع والمقاهي ومساطر العمال وسيارات الأجرة والبسطات آلاف الخريجين، وفيما ترقص الناس فرحاً لارتفاع أسعار النفط، ولكن انخفاض قيمة الدينار مقابل الدولار يجهض الفرحة، وغير هذا وذاك مشكلات في السكن والزواج والطلاق دوافعها اقتصادية زيادة على المشهد اليومي لتظاهرات المتقاعدين والمحاضرين وحملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، والعسكريين الفارين من الخدمة أيام النظام السابق، ومئة سبب – وبدون سبب للمطالبة بتعويضات ليس لها اول ولا آخر!.
غريزة المواطن الصالح لم تسمح لي بالوقوف موقف المتفرج، فبعد أن تأملت الحالة وجمعت معلومات وافية عنها، توصلت الى الحل، وهو غاية في البساطة ومضمون مئة بالمئة، ويكفل الخروج من الازمة لمدة عام كامل قابل للتمديد الى أعوام مقبلة، فهناك (8) آلاف مسؤول عراقي – ارتفع العدد في السنوات العشر الأخيرة الى الضعف – تقع رواتبهم ومخصصاتهم وحوافزهم المنظورة وغير المنظورة بين (6) ملايين دينار الى اكثر من (120) مليون دينار شهرياً، والمعدل الوسط للرواتب والمخصصات هو (30) مليون دينار، والمقصود بالمسؤولين هنا هم السادة الرؤساء والوزراء والوكلاء وأعضاء البرلمان والمحافظون ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات والأساتذة القدامى والسفراء والمستشارون ورؤساء المفوضيات والهيئات وكبار القادة العسكريين والامنيين وأصحاب الدرجات الخاصة، اما الحل فهو أن يتنازل هؤلاء السادة عن مستحقاتهم شهراً ويقبضونها شهراً لمدة سنة واحدة، ولو أجرينا العملية الحسابية البسيطة التالية (8 آلاف × 30 مليون) لكان الناتج (240) مليار كل شهر، اما في (6) اشهر فيكون المبلغ (240 مليار × 6) =  (1440000000000) سنوياً لو ذهبت الى الخزينة ولم تذهب الى مكان آخر لتوقف الخريجون والمتقاعدون والعاطلون عن التظاهر!.
• أستاذ حسن.. بشرفك لو أنت مسؤول تتنازل عن راتبك؟ 
• مو بالحيف!.