خربشة على لوحة الصرخة

الصفحة الاخيرة 2021/09/19
...

 ترجمة وإعداد: جمال جمعة 
 
اجتذبت لوحة «الصرخة» لإدوارد مونش موجة انتقادات شديدة عندما عُرضت لأول مرة في النرويج عام 1895 ، وفسر بعض المشاهدين الشخصية المركزية ذات الفم المفتوح، والتي تقف على جسر في بحر من الألوان الدوامة، على أنها تجسيد لصحة الفنان العقلية الهشة. ولطالما تكهن المؤرخون بأن هذا الجدل قد دفع أحد المشاهدين إلى كتابة جملة غريبة على الزاوية اليسرى العليا من اللوحة. تُترجم الكتابة النرويجية إلى «لا يمكن إلا لرجل مجنون أن يرسمها!».
ظل الكاتب الذي كتب هذه الجملة المشفرة مجهولاً إلى أن أعلن متحف النرويج الوطني أن الكاتب الذي كتبها على سطح اللوحة لم يكن ناقدا ساخطا، بل هو مونك نفسه. استخدم موظفو المتحف المشاركون في مشروع الترميم أجهزة تصوير بالأشعة تحت الحمراء لإلقاء نظرة فاحصة على العمل الذي تم إنجازه في عام 1893، اذ جعل ضوء الأشعة تحت الحمراء ملامح خط اليد أسهل في التعرف عليها، كما قال لاسي جاكوبسن، أمين مكتبة في متحف مونش في أوسلو، لصحيفة التايمز، فإن عددا من الدلائل التي ظهرت كانت تربط الكتابة التي على اللوحة بالفنان.
يقول: «هناك بعض الحروف في خط يده مميزة حقا، مثل N أو D، والتي تظهر في النهاية»، لذلك عندما رأيتها هناك، فكرت: هذا هو مونش!».
وتقول ماي بريت غولنغ، أمينة المتحف الوطني، لصحيفة التايمز: «لم يكتبها بأحرف كبيرة ليراها الجميع، عليك فعلاً أن تنظر بجدية لرؤيتها، لو كانت عملاً تخريبياً، لكانت أكبر حجماً»، كما تضيف غولنغ ان خط اليد «مطابق» لعينات من خط مونش في مذكراته وخطاباته.