في آخر الشهر

ثقافة 2019/03/01
...

أنمار مردان
في آخر الشهرِ
اكونُ  وحدي
اعبرُ التمثال الأول رغم انفِه 
واشعرُ بالقشعريرةِ
ثم أقصُ صراخ  الموتى
كي اعطيَّ للمقبرةِ المجاورةِ مساحةً للتنفس .
في آخر الشهر
اهينُ احلامي
واعترفُ أنني المشبوهُ الوحيدُ
لأن الصورة المعلقة في الحانة 
تشبهني
فيمرُ النادلُ المسنُ بكلِ اوجاعِهِ
متفائلاً بحسرتِها
ولا يفقَهُ
ان من يقع عليه شبهي
هو عارٍ عن الصحة ..
في آخر الشهر
دوما
يعاقبني
الوطنُ
ولا
أعاقبَهُ.
الكلُ تنظرُ لي
ولا تعلم أني عاطلٌ عن صلاةِ الربِ
لكنني حريصٌ جداً
على اداءِ صلاةِ الوحشةِ
للوافدين من بطونِ اماتِهم ..
لن افزز وطني بشيءٍ
سأبحثُ عن لغةٍ جديدةٍ بلا نطقٍ أو اشارات
ولن استعيرَهُ
اخلقُ لهُ من الشمسِ ظلاً
بحجم تضاريسِ وجهِهِ الشاحبِ
خوفاً من ان يرسم دمعةً على الهواء 
ويمزقُ ذلك الجدار المنزوي وينهمرُ..
في آخرِ الشهرِ
ابدلُ رأسي برأسٍ جديدٍ
شرط ان ألملمَهُ
من عيونِ المقابرِ
ثم. اخرجُ من بيتي بهدوءٍ تامٍ
لا احمل معي
الا عكازة الحربِ السمينة 
والقليل من عهر جارتنا 
السابقة ..