الأطباء يعانون من مشكلات نفسية بسبب مرضى كورونا

استراحة 2021/09/21
...

 رويترز: وكالات
 
كشف خبراء وأطباء نفسيون عن معاناة عدد كبير من الأطباء في أميركا من أضرار معنوية كبيرة، أو ما أطلقوا عليه {إجهاد الشفقة} وذلك بسبب اضطرارهم إلى التعامل مع المرضى المصابين بفيروس كورونا، رغم رفضهم تعاطي لقاء كورونا، وهو الأمر الذي يضاعف من المتاعب النفسية للأطباء، وفق ما أكده خبراء نفسيون.
حسب التقرير نفسه، فإن الأطباء يعانون اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى من صدمات وأحزان الجائحة التي لا تتوقف، لكن المشكلة تتعدى حجم المرضى، إذ يتعيّن عليهم التعامل مع المرضى غير المطعّمين وقيود النظام الصحي في الوقت نفسه، وهو ما يُجرّدهم من الأدوات اللازمة لأداء وظائفهم بالطريقة التي تدربوا عليها.
بينما تكبر المخاطر على العاملين الذين يواجهون هذه الخسائر النفسية والعاطفية، إذ لا يُمنح الأطباء سوى القليل من الدعم أو الفسحة لارتكاب الأخطاء، ويعانون من عواقب مهنية حين يفصحون عن مشكلات تتعلق بالصحة النفسية.
الدكتور كرنان مانيون، المدير التنفيذي لمركز حقوق الأطباء، يوضح بهذا الخصوص: {إجهاد الشفقة هو الشعور بصعوبة التعاطف حين تكون مثقلاً بالأعباء، ولكنك لا تزال متفانياً في مهمتك}. 
أما الضرر المعنوي فيحدث حين تشعر الممرضة أو الطبيب بأن {المرضى الذين كرست حياتي لعلاجهم موجودون هنا الآن بسبب إهمالهم، والآن يفرضون عليّ وعلى فريقي علاجهم، في حين يعرضوننا أيضاً للخطر المستمر من هذا الفيروس}، إذ لا يسع الدكتورة أنيتا سيركار، طبيبة الأمراض المعدية في كاليفورنيا، إلا أن تشعر بالغضب من المرضى المصابين بدرجة تهدد حياتهم من فيروس كوفيد - 19، الذين كان بإمكانهم تجنب ذلك لو تناولوا اللقاح. 
تقول هذه الطبيبة في مقال رأي انتشر على نطاق واسع: {إجهاد الشفقة بدأ في الانتشار بين من لم يتوقفوا بعد أصعب عام في حياتنا المهنية، وحتى الأمل بدأ يتلاشى}.
في الوقت الذي يعاني فيه الأطباء من هذه الأعباء في أنحاء الولايات المتحدة، فخياراتهم لطلب المساعدة قد تكون محدودة، فعلى عكس المهن الأخرى، يواجه الأطباء المعرضون للمخاطر المهنية في وظائفهم حواجز متعددة تحول دون حصولهم على رعاية نفسية.
تقول الدكتورة ليا براون (46 عاماً): {نحن على الأرجح مَن نتحمل المسؤولية الأكبر مقارنة بأي مهنة أخرى، لذلك إذا لم نتبع معايير الرعاية فلن نواجه نبذاً وأحكاماً من أقراننا فحسب، بل ونُعاقب. ويتعين علينا التعامل مع كل ذلك في الوقت الذي نعالج فيه المرضى غير الممتثلين الذين يفضلون تسميم أنفسهم بالعلاجات، التي لم تُختبر 
على المساعدة في كارثة صحة 
عامة}.