نهضة علي
يتابع وباهتمام الشاب باسم صفحات التواصل الاجتماعي، وهو ثلاثيني متوسط التعلم، ويقضي ساعات من وقته بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الاعلانية التي خصصت لترويج الدعاية الانتخابية للمرشحين، فبالرغم من انه يعمل بوظيفة ومستمر بايامه الروتينية بالعمل، الا ان تواصله مع مجموعة من الشباب في سنوات سابقة جعله يرغب بالاحتفاظ بحقه الديمقراطي والادلاء بصوته باختيار ممثله في البرلمان عله يجد ضالة فقدها والكثيرون بتحقيق الطموح نحو مستقبل مشرق لبلادنا.
وبين باسم لـ «الصباح» بانه يتناول المعلومات حول المرشحين بمنطقته بسهولة ويعدها خطوة في مسار صحيح، بدلا من وجود صور كثيرة جعله يحتار بالاختيار من دون الاحاطة الكاملة بشخصية المرشح.
فوائد المواقع
علاء جمال استاذ الاعلام في كلية الآداب اكد لـ «الصباح» ان السوشيال ميديا اصبحت واحدة من خيارات المرشحين في الانتخابات للوصول الى الناخبين كوسائل مساندة للاساليب الدعائية الاخرى، مضيفا بانه اجرى دراسة واستطلاعا عن وسائل الاعلام المرئية والمقروءة نسبة الى مواقع التواصل الاجتماعي، فوجدها الاكثر اطلاعا، اذ ان موقع الويب الرسمي وتويتر وصفحة الفيس بوك لكل مؤسسة حكومية او من القطاع الخاص يتم الاعتماد عليها في توضيح عملهم وما يعرض فيها، وعند متابعة المشاهدات نجد الاعداد كبيرة وتصل الى عشرات الآلاف وهو دليل كافٍ بان الرسائل تصل للجمهور بمختلف طبقاته.
استثمار
مرشحو مجلس النواب يستثمرون هذه الخاصية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لعرض برامجهم الانتخابية، وما يهدفون الى تحقيقه اذ ما اصبحوا اعضاء برلمان، ويطلب منهم جمهورهم بطرق مختلفة، وتلك تكون وسائل جذابة لاختيارهم من قبل الناس التي ستصوت في الانتخابات، مضيفا ان السوشيال ميديا فيها ايجابيات اكثر من السلبيات وهي استمرارية النشر، وغير مكلفة وتعد منتدى يجمع الكثيرين من خلال الادلاء بالرأي وهي ليست وسيلة جماهيرية نسبة الى الاذاعة، اذا ما قورنت بعدد الجمهور الذي يتم تغطيته وفق المساحة التي تطلق بها الاذاعة، ويتحتم اجراء الرقابة عليها كي لا تذهب باهداف المبالغة والوصف واضافة مواد لا تحتوي المصداقية، وخاصة الصفحات الوهمية والمبتزين، ونلاحظ دور الجهات المختصة بضبط عشرات الصفحات التي تحاول الاساءة والابتزاز وتحمل اهدافا هدامة لفكر المتلقي.
التأثير في الجمهور
واضاف جمال بأن التأثير في الجمهور مبني على البرنامج الانتخابي للمرشح والمختصين بتنفيذه، ولابد من أن يكون على دراية ببعض الاسس الاعلانية والدعائية، وما هو البرنامج الانتخابي الذي يقدم والاهتمام بالموقع المستخدم، وأن تتضمن حث الجمهور على التصويت وتوضيح لهم ايجابيات المشاركة في التجربة الديمقراطية، ومن ثم عرض مميزات المرشح على أن تكون الصيغة مخاطبة مباشرة للعقول، اذ ان المصداقية بين الوسيلة والجمهور هي من تخلق الثقة لدى الجمهور، واشار الى تنوع اساليب التقديم الاعلاني المحتوى الفيديوي القصير الذي يؤثر في الناس اكثر من المنشورات العادية، وخدمات البث المباشر وعرض البرامج الانتخابية من خلالها، مثل اليوتيوب، و قد يتذمر مستخدمو مواقع التواصل من تواجدها بكثرة، الا انهم لا بد أن يتحلوا بثقافة الديمقراطية وينطلقوا نحو تلقٍ من اجل المصلحة العامة.
وتابع بأن «20 من التدريسيين دخلوا دورات من اجل المشاركة في الاشراف على الانتخابات لمعرفة هل هناك خلل او اختراق لتدقيق بعض الامور، واكتشفنا ان المحطة الانتخابية لا يمكن التزوير فيها من خلال البصمة والداتا وخصوصا البايومترية ذات الصورة طويلة الامد لا تزور».
أهداف مستقبلية
بدوره اكد لؤي نجم استاذ قسم الاعلام في جامعة كركوك لـ «الصباح» ان «لمواقع التواصل والتكنولوجيا الحديثة اهمية في عملية التسويق والاعلان للانتخابات، كونها تعد صفحات تعريفية للمرشح والحزب الذي يمثله او الكتلة بالاهداف المستقبلية والتشريعات المطلوبة، وطرح الجديد بناء على التجارب السابقة من اجل بناء دولة قوية قاعدتها الديمقراطية وحرية الرأي»، مضيفا ان «الاساليب القديمة في البرامج الدعائية بقيام المرشح باعمال ايجابية من تبليط شارع او الاهتمام بشريحة ما اصبحت غير ناجعة في اقناع الفرد بعد التجارب السابقة، لذا ما يتطلبه الوضع الراهن هو استغلال «السوشيال ميديا» والتي اصبحت ملتقى لمختلف الطبقات المثقفة وغير المثقفة ومتوسطي التعلم والفئات العمرية باختيار رسائل رصينة هادفة تجمع ما بين التسويق السياسي و المعاناة والتحديات التي مر بها البلد وكان تأثيرها مباشراً في
المواطن».