رياضيون إلى القبة

الرياضة 2021/09/22
...

د.عاصفة موسى
أنا مع صعود نواب من الرياضيين والفنانين والمثقفين والصحفيين الى قبة مجلس النواب، فهؤلاء اعلم من غيرهم بحال واوضاع أقرانهم، فمهما شرحت وشخصت واقترحت، اذا كانت اللجنة البرلمانية تفتقر للبرلماني المتخصص فاغلب الكلام سيكون غير ذي فائدة.
كانت لنا تجربة بصعود اللاعب المرحوم احمد راضي وتوليه رئاسة لجنة الشباب والرياضة، وفي حينها ايضا لم تكن اللجنة فاعلة بالمستوى الذي يطمح له الرياضيون، وفي الدورة البرلمانية الحالية ترأس اللجنة النائب والزميل عباس عليوي وهو من الشخصيات القريبة من الوسط الرياضي وقد نجح في عدة ملفات، وتمكن مع اعضاء اللجنة وتواصله مع المؤسسات الرياضية من اقرار قانون الاتحادات الرياضية، فيما أخفق بتحقيق التوافق بشأن التصويت على قانون الاندية الرياضية بسبب اعتراض بعض الاندية على القانون، الذي تضمن فقرات تضع حدا لتنامي دكتاتورية رؤساء الاندية وتقيدهم بعدد سنوات ادارتهم لها، ما شكل تهديدا حقيقيا للعديد ممن جعل من النادي مشروعا ربحيا يحقق من خلاله مراده واغراضه.
اليوم نجد رياضيين ومثقفين وممن لهم تجربة في ادارة مؤسسات رياضية وشبابية قد رشحوا انفسهم الى سباق الانتخابات، وما يهمنا هنا بالتأكيد هم المتخصصون بالعمل الرياضي والشبابي، فلجنة الشباب والرياضة لا تعنى بالرياضة فقط وانما بالشباب ايضا، وهو ملف كثيرا ما تتراجع أولوياته امام ملف الرياضة الشائك، لكن ومع هذا نقول ان لجنة الشباب والرياضة يجب ان تتواجد فيها نخبة من الرياضيين او ممن سبق وان عملوا في مؤسسات رياضية وشبابية، الى جانب تواجد شخصيات شابة تمتلك الخبرة والدراية بحاجات واهتمامات الشباب.
والطامحون الى الوصول لقبة البرلمان من الرياضيين عليهم ان يقدموا برنامجا واقعيا قابلا للتنفيذ اذا ما حصد الاصوات في الانتخابات، برنامج تعد فقراته مما عاشه من واقع رياضي مؤلم، ومن فساد متفش في المؤسسات الرياضية، ومن فوضى حاولت انتزاع هوية الرياضة من اجل المصالح الخاصة، من هيمنة حزبية ومحاصصية على القرار الرياضي، ومن تواجد اشخاص غير مناسبين في المكان المناسب، من غياب التخطيط لبناء اساس صلب يضمن لنا مستقبلا رياضيا نحلم به منذ عقود، هذا ما نريده فعلا من المرشحين الرياضيين، لا ان تكون غايتهم فقط الوصول لقبة البرلمان، لاغراض بات يعرفها الجميع، فالعراقيون عموما، والاسرة الرياضية على وجه الخصوص غير مستعدة للانتظار اربع سنوات جديدة لتحقيق المبتغى، فكم اربع سنوات يتحملها العمر.