بغداد: كاظم لازم
تبدأ الحشود المليونية مسيرتها صوب كربلاء المقدسة، بقلوب مؤمنة وخاشعة لجسامة التضحية والبطولة، انه العهد الذي قطعه العراقيون، معتبرين شعيرة الزيارة الأربعينية بمثابة رسالة حب واطمئنان، فضلا عن صياغة المحبة والثبات.
سردق «سيد الاطهار» في مدينة الصدر ضمن طابور طويل من المواكب التي تقدم للزائرين ما يحتاجونه من طعام وماء، صاحب الموكب الحاج نعمة رهك، بيّن «صار لنا عادة وواجبا مقدسا الوصول الى كربلاء قبل الزيارة بأيام، ونقيم سرادق العزاء والتي تضم عددا من الخيم لننشر فيها موائد الطعام والشراب لزوار الامام»، مواصلا «الأجداد والأحفاد يتعاقبون على اقامة موكبنا الذي تأسس منذ سبعينيات القرن الماضي، وعهدا سوف يبقى في خدمة الزائرين».
بينما استذكر المتقاعد ناهي جمعة الزيارة الاربعينية في منتصف الثمانينيات بالقول: «تعد الزيارة وطقوسها واجبا سنويا لدى المسلمين من بقاع الارض، فلقد اعتقلت لمدة ثلاثة ايام عام 1985 ومعي شقيقي من قبل استخبارات النظام السابق، بسبب ذهابي الى عزاء الحسين في اربعينيته المباركة (ع)».
اما التدريسي طالب النعمان فكشف ان «رسالة الامام الحسين (ع) سلام وتوعية للبشرية جمعاء، لقد حارب الظلم والطغيان من خلال معركة الطف الخالدة».
شباب لم تتجاوز اعمارهم العشرين عاما، تجمعوا يوم الجمعة الماضي في منطقة الطالبية واطلقوا على تجمعهم «انصار العقيدة» مقررين بدء المسيرة الاربعينية بمشاركة اسرهم، بعد أن قرروا غلق منازلهم طوال فترة الزيارة من اجل خدمة زوار الحسين (ع).
طالبة الثانوية بتول الحسني التي دأبت في كل عام على زيارة كربلاء، قالت: «سنذهب انا وشقيقاتي واشقائي الصغار من اجل الدعاء الى والدتي التي استشهدت قبل أشهر في سوق الوحيلات بمدينة الصدر».