الديوانية: عباس رضا الموسوي
كان حمالاً في الشورجة، وعندما ترقى في عمله، اصبح يمتلك (جنبر) لبيع الشاي على احد ارصفة الديوانية، لذا تراه يدور طيلة ساعات النهار على اصحاب المحال ممسكا بقوريه وصينيته ويدندن باشعاره واحداث قصصه التي الفها تحت سقيفة عمله المتهرئة التي اصر أن يقيم حفل توقيع اول رواياته تحت ظلالها، ليثبت للناس ان الإبداع لا يعرف القيود ولن يتوقف عند حد معين.
يقول بسام البديري وهو يسرد قصته بعد أن ضيفني بكوب من الشاي: عندما عملت في الشورجة ترجمت الكثير من الافكار الى قصص واشعار، خصوصا واني أتغلب على مشقة العمل بالإبداع الذي يقلل من
الساعات الطويلة، وعندما عدت الى الديوانية ونصبت هذه السقيفة على الرصيف، شرعت بالكتابة لاثبت لنفسي وللشباب ان المبدع بامكانه أن يقدم منجزه اينما كان وتحت اي ظرف. مضيفا: «في الايام المقبلة ستصدر روايتي الاولى «نحن لا نختار» وسأقيم حفل توقيعها تحت
هذا السقف الذي شهد ولادتها»، مشيرا الى أن جميع اشعاره وقصصه هي بمثابة ترجمة
لأحداث عاشها او شاهدها في يومياته، ومثال ذلك قصيدته (بائعة المناديل)، لذا فانها جزء من حياته التي اتسمت
بالعناء والشقاء منذ طفولته، خصوصا وانه ذاق من الحرمان بسبب العوز ما يكفي ليجعله يترك المدرسة، لكنه ما أن تخرج
من الابتدائية أخذ يعلم نفسه
بنفسه من خلال قراءة
الكتب والصحف والتواصل الاجتماعي.