ليندا جيدس
ترجمة وإعداد: أنيس الصفار
كثيراً ما توصف الموسيقى بأنها معدية، ولكن يبدو أنك قادر بالفعل على نقل ذوقك الموسيقي الى اصدقائك مثلما تنقل العدوى المرضية، اذ كشفت دراسة علمية أن أنماط «تنزيل» الاعمال الموسيقية بعد طرحها على الانترنت مقاربة جداً لشكل المنحنيات البيانية المعبّرة عن انتشار الاوبئة والأمراض المعدية،
ويبدو أن الموسيقى الالكترونية هي الصنف الاكثر انتشاراً وعدوى من غيرها.
وتتساءل الباحثة دورا روزاتي القائمة بالدراسة إن كان بوسعنا أن نتعلم شيئاً من هذا حول كيفية انتشار الأغاني واكتسابها شعبية أوسع عن طريق استخدام الوسائل الرياضية المطبّقة عادة في دراسة الامراض المعدية وأساليب انتشارها.واستعان فريق البحث بقاعدة بيانات تضم نحو 1,4 مليار اغنية «نزّلت» من موقع «مكسراديو»، المتوقف حالياً، ثم انتقيت 1000 أغنية للتركيز عليها، وكان قد تم تنزيلها بين عامي 2007 و2014، وبعد ذلك حسب الفريق مدى تطابق ذلك مع نموذج قياسي يستخدم في دراسة انتشار الاوبئة يسمى نموذج «أس آي آر» فوجدوا ان النموذج قد نجح في وصف ميول تنزيل اغنية معينة بقدر نجاحه في وصف انتشار مرض معين بين الناس.
ويشير ذلك، كما تقول روزاتي، الى ان الكثير من الجوانب الاجتماعية التي تحكم انتشار الامراض او الظواهر المشابهة قد تكون متحكمة ايضاً بانتشار الاغاني.
ويؤيد البحث الفكرة المتصورة بأن الموسيقى والامراض المعدية كلاهما يعتمدان في انتشارهما بين الناس على الاتصال الاجتماعي، الاختلاف الكبير هنا كما تعتقد روزاتي هو ان الأمر في حالة الاغاني لا يتطلب ملامسة بدنية مباشرة مثل العدوى المرضية بل يكفي أن يضع الصديق الاغنية الجديدة على خدمة المشاركة «انستغرام» لتصل الى الآخرين..
عن صحيفة الغارديان