بغداد : نوارة محمد
ثمة فرح يصيب المسرح العراقي ومرة أخرى نحظى بمزيد من الابداع، الدكتور حسين علي هارف يحصد ثمار زرعه بجائزة تغمره وكل من حوله بسعادة لا تنسى، ففي مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما بدورته الرابعة يحصل هارف على المركز الثالث ليفوز نص مسرحية «قلب الدمية» بتلك المسابقة.
حسين علي هارف الفنان والمسرحي والأكاديمي الذي اختص بكتابة مسرح الدُمى والمونودراما والحاصل على ماجستير الاخراج المسرحي في عام (1988)، ودكتوراه في الأدب والنقد المسرحي عام (1997) يحكي لـ «الصباح» عن فكرة مسرحية «قلب الدُمية»، فيقول: «حين كنت في مسرح دمشق للعرائس راودتني فكرة المسرحية، بعد سلسلة النقاشات مع العرائسية إيمان عُمر، وعُدت متشوقا لأنفذ الفكرة، و بمزيد من الشغف وضعت خططي وأفكاري مستكملاً فصول الحكاية».
هارف يذكرنا بخفايا وأسرار ما يقصده بقلب الدمية: «في العادة تتشكل مسرحيات الدمى بعدة شخصيات، لكني اخترت شخصية واحدة، شخصية الدمية التي سرعان تبعث فيها الحياة والنبض فتجد نفسها هكذا ومن دون مقدمات بين عوالم لا تشبهها، ونكتشف لاحقاً انها حبيسة مشاعر شديدة العمق وغيرة على مالكها من حبيبته، لينتهي بها المطاف بصدمةٍ كبيرة تخطفها من هذا العالم وقسوته لتعود الى الجمود والدمى».
هارف يصف بشاعة هذا العالم بطريقته غير المألوفة فيضيف: «أردت أن أُدين القسوة التي لطالما اتعبتنا، وبات العالم اليوم متجردا من الحب ونحن لسنا سوى آلات بشرية تحركنا العواطف أحياناً وتقتلنا الكراهية أحياناً كثيرة، اذ لا هروب ولا خلاص».
ويأمل أن يشارك النص في مهرجانات عربية أخرى للمونودراما، مثل قرطاج في تونس والفجيرة والقاهرة الدولي في دورته المقبلة، منبها الى أن «هذا النص من المؤمل أن ينتج كعرض مسرحي بالتعاون مع نقابة الفنانين في سوريا، وستؤدي الفنانة إيمان عمر دور الدمية بعد أن تصممها، وسيكون العمل من إخراجي».
ملمحاً «هنالك المزيد في مسرح المونودراما الذي اخترته منذ حوالي ربع قرن بعد أن كتبت أطروحتي في الدكتوراه ولخصت أفكاري في كتاب (فلسفة المونودراما ) الصادر عن دار حكومة الشارقة دار الثقافة والإعلام».
هارف يختم حديثه بالقول: «لا وقت لدينا سوى لننير هذا العالم بسحر الفن والإبداع».