ينهض سرمد فجر كل يوم جمعة، ليذهب الى سوق هرج ليس للتبضع أو للتسلية على ما يقول، إنما لينطلق مع مجموعة من أصحابه الطلبة في كلية الإعلام، لإنجاز مبادرة خيريَّة أطلقوا عليها تسمية "المطعم المجاني".. وهي حملة تطوعيَّة يقوم بها أكثر من 20 طالباً من المرحلة الأولى في كلية الإعلام، هدفها مساعدة الفقراء والعمال وإعطاء انطباع عن الحالة الإنسانيَّة النبيلة التي يتمتع بها الإعلامي وهو يرصد الحقائق ويدون المشاهدات.

سرمد سلام من قسم الإذاعة والتلفزيون في جامعة الإمام الصادق يقول: "اخترت كلية الإعلام كي أعمل في هذا المجال الذي يجعلني أكثر اختلاطا بالناس، ويفسح لي المجال لألتقي بجميع فئات المجتمع، ليس لتجارة تُغنيني أو لكسبٍ انتفعُ به وإنما لترجيح كفة ميزان حسناتي من خلال خدمة أبناء بلدي، سواء كان بالقلم أو في المايك أو بالعمل التطوعي".

واضاف: "(المطعم المجاني) فكرة راودتني خلال التجول في سوق هرج الأكثر فقراً، كون المتبضعين والباعة من الطبقة ضعيفة الحال، طرحتها لزملائي الطلبة وبالإجماع تم الاتفاق على إنجاز المشروع، انطلقنا لتوزيع الفطور في سوق هرج صباح أول جمعة منذ ثلاثة أشهر، وافترشنا مائدة الطعام وسط جموع العمال والكسبة ولقينا ترحيباً واسعاً".

لم يمنعهم ظلام الليل وبرد الشتاء من التفاني في عملهم الخيري فقد انطلقوا أكثر من مرة مساءً لتقديم الحساء الحار لأفراد الجيش والشرطة وهم يؤدون واجباتهم في الحفاظ على أمن المواطنين وشوارع بغداد.

سلا يقول: إنَّ "(المطعم المجاني) لم يقتصر على الفقراء فحسب، إنما يشملُ جميع فئات المجتمع، فقد قمنا أكثر من مرَّة بتوزيع وجبات الطعام بين أفراد الجيش والشرطة المرابطين مساءً لحفظ أمن العاصمة، وفي عيد الجيش والشرطة أرفقنا باقات الورود مع صحون الطعام، واستطعنا أنْ نرسم صورة واقعيَّة عن الإعلامي الإنسان".

رئيس قسم الإعلام والمشرف على عمل الطلبة المتطوعين د. كاظم عيدان أكد أنَّ "الأساتذة في قسم الإعلام يسعون الى تنشئة إعلامي ناجح، صادق في نقل الحقائق والمعلومات، وهذا لا يتم إلا بمخالطته الناس عن طريق زجه في الأعمال التطوعيَّة التي تجعله واثقاً من ذاته وأكثر ولاءً لوطنه، وبدوري أدعم أفكار الطلبة ومقترحاتهم، وهناك فكرة سيحققها طلبة الإعلام أيضاً وهي توزيع قبعات ونظارات شمسيَّة بين أصحاب البسطيات وعمال النظافة، لتقيهم حرارة الشمس خلال الأيام القادمة".

أشاد د. صباح التميمي (رئيس جامعة الإمام جعفر الصادق) بجهود الطلبة المتطوعين وتنافسهم بضرب أروع الأمثلة عن التطوع حيث قال: "مشروعٌ يربطُ الجامعة بالمجتمع ويثبت أنَّ الإعلاميين يتمتعون بروح التعاون والإنسانيَّة، وأتمنى ألا تقتصر أعمالهم على الطعام وإنما تشمل الملابس وخدمات أخرى".