ماريا النعيمي..طالبة ثانوية تفتتح مطعماً شعبياً

الصفحة الاخيرة 2021/09/30
...

 بغداد: عواطف مدلول
 لا تختلف ماريا «طالبة الثانوية» عن كثير من العراقيات اللواتي عرفن بشجاعتهن وصمودهن امام الواقع المرّ الذي فرضته الظروف عليهن، تلك الفتاة الكادحة التي غيّب الموت والدها منذ طفولتها فتحملت أعباء الحياة واخذت على عاتقها اعالة اسرتها من خلال افتتاح مطعم شعبي صغير(كشك) في منطقة الباب المعظم لكونها تحب الطبخ.
 
وقد انتشرت قصتها في اغلب وسائل الاعلام ومنصات التواصل وتضامن وتعاطف الناس معها كثيرا، واخذ الجميع يشيد بها ويشجعها على العمل من اجل كسب لقمة العيش بالحلال. 
تقول ماريا النعيمي (17 سنة) التي تسكن بمنطقة الوزيرية: فكرة المطعم جاءت حتى استطيع أن اوفر مصروفي الدراسي، والا أكون عبئاً ثقيلاً على والدتي التي كانت اول داعم لي وقد علمتني الطبخ عندما كنت بعمر 11 سنة.
موضحة: واجهت صعوبات كثيرة في مشروعي هذا اولها عدم تقبل وجودي بين أصحاب المطاعم القريبين مني وحدثت في وقتها مشكلات، ولكن تصافت القلوب بعدها.
اما المشكلة الاخرى هي تزامن افتتاح مطعمي مع حملة التجاوزات التي اطلقتها امانة بغداد، فرفع وازيل من مكانه وتوقف عملي تماما وصار رزقي شبه معدوم، لكن انقذتني وقفة جمعية طهاة العراق معي فقد تبنت موضوعي وخصصت كشكاً متنقلاً لي بعد اخذ الموافقات الرسمية بذلك واصبحت عضوا
فيها.
وتؤكد النعيمي أن وجودها بمجتمع شرقي لم يولد لديها اي مشاعر خوف من كلام الناس، لكونها فتاة محافظة على حسن سلوكها واخلاقها وتعمل بما يرضي الله، وبرأيها ان الإنسان يجب أن يتحرر من القيود التي فرضت على مجتمعه أفكاراً سلبية كإساءة الظن بالمقابل.
وبالنسبة لطموحها تسعى لتحقيق حلمها بانشاء مطعم يحمل اسمها، وأن تنال نصيباً عالياً من الدراسة بالمجال الذي يعمل على تطويرها ويحفظ مكانتها وكرامتها بالمجتمع. 
 وتختتم الشيف ماريا برسالة توجهها لابناء جيلها مشيرة فيها الى أن من يريد لقمة الحلال فانها موجودة، والمهم أن يسعى لها بشرف وبعزة نفس ومن دون أن يفقد المبادئ التي تربى عليها، اما رسالتها لكل فتاة بعمرها هي أن تكون قوية وشامخة كالجبل لا تهتز امام متاعب الحياة.