التعليم على سجادة ملونة.. أطفال يتقنون مهنة الكبار

استراحة 2021/09/30
...

 القاهرة: وكالات
 
في مصر القديمة وتحديدا في عزبة خير الله، تعمل {مؤسسة أحلام اسطبل عنتر} على تقديم خدمة تعليمية متميزة للفقراء في المنطقة، عبر تأهيلهم تعليميا وتربويا ومهنيا وعلاجهم صحيا هم وأهاليهم، وتوفير التوعية لهم، بالمجان من دون مقابل لتشكل أنموذجا متميزا للغاية في الجمع بين التعليم المهني والأكاديمي والذي يمكنه في النهاية أن يحد من ظاهرة التسرب من التعليم.
وقالت المهندسة غادة جبر، رئيسة مجلس الأمناء لمؤسسة أحلام اسطبل: {إن المدرسة تجمع بين التعليم الأكاديمي والمهني، فنصف الوقت تعليم ابتدائي والنصف الثاني تعليم حرفي.. وحتى من يحصل على الابتدائية ويذهب للمرحلة الإعدادية، يعود للمؤسسة بعد انتهاء اليوم الدراسي للتعليم الحرفي، وتعمل المدرسة على تدريب الأطفال على حرف السجاد اليدوي، حيث تعاقدت مع أحد المصانع التقليدية للحصول على الأدوات المختلفة.
وتبين جبر: {ندرب الأطفال كذلك على صناعة الفخار والجلود الطبيعية اليدوية التي تصنع منها الحافظات الجلدية، والحقائب، كما نعمل في صناعة المشغولات الخشبية إلى جانب كل الأشغال اليدوية مثل التطريز والعقد الخرز، ونقوم بالأعمال الخاصة بأشغال الإبرة وأعمال التطريز والألوان}.
وحول التعامل مع الأهالي تقول رئيسة مجلس الأمناء لمؤسسة أحلام اسطبل عنتر: {لا بد من الشرح للأهالي وتوعيتهم ومنحهم حافزا ماديا، لأنهم فقراء جدا، فنحن نمنح للأولاد الملابس ونعطيهم مساعدات مادية لتشجيعهم على الاستمرار، حتى لا يكلف الطفل أهله ماديا، بل أحيانا يسهم الطالب في مساعدة ذويه عبر هذه المساعدات لأن معظمهم فقراء 
للغاية}.
وتلفت إلى أن المؤسسة كانت تشتري في البداية ملابس المدارس للأطفال في المنطقة وتطالب من الأهالي بعدم إخراجهم من التعليم، لكن ذلك لم يكن كافيا، لأن أولياء الأمور أيضا يحتاجون من أولادهم مساعدتهم، فافتتحت المدرسة في العام 2007 بشكل يجمع بين التعليم والتدريب الحرفي، وفي الوقت نفسه نعطي للأطفال حوافز أسبوعية، تساعدهم هم وأهاليهم الذين يعملون نسبة عالية منهم كحمالين في الأسواق أو باعة 
جائلين.
وحول مدى نجاح أهداف المدرسة، تقول جبر إن {هناك نماذج من الطلاب نجحوا وتخرجوا من المدرسة وأصبحوا أساتذة في المهنة وهناك من التحق بالجامعة، والبعض يعمل في مهن أخرى، لكن المهم هو زرع ثقافة الاعتماد على النفس لدى الطفل الصغير، الذي يتراوح عمره ما بين 5 إلى 10 سنوات، ونحن نمنحه حلولا أخرى أفضل من الانتظار في 
الشارع}.