تتنازع الدراما الاذاعية قوتان.. بين الاستمرار والافول، حسمتها بشرى العبيدي، بأنها ما زالت تتجدد، وأيد شوقي كريم حسن، بتواصله مع الكتابة للراديو، وأشار صباح رحيم، الى انه مخرج تلفزيوني، يجد متعته في الاستماع للدراما الاذاعية، وعقب المعلم المتقاعد رزاق عبد الهادي، بأن الراديو سلوته بعد كلل نظره عن القراءة ومشاهدة التلفزيون.
فيما تساءلت الطالبة الجامعية بشرى صادق: “ليش هو أكو راديو خارج السيارة” وضحك زميلها جليل مزعل قائلاً: “فقط داخل السيارة نسمع راديو مضطرين إذا سأمنا السيديهات، اما آخرون يتفاعلون مع صوت المذيعات، فللناس في ما يعشقون
مشارب”.
رغبة
تجد مديرة البرامج في إذاعة العراقية بشرى العبيدي، ان الدراما الاذاعية العراقية مرغوبة في الشارع المحلي والعربي، مؤكدة: “دائماً نحرص على اختيار المواضيع التي تناغم الذائقة؛ فعندما يكون هناك اختيار صحيح للقصة المطروحة، ومستوى كتابة السيناريو وحرفية الاخراج متقدمة، سيرغب المستمع بالتواصل، وبالتالي لابد من نشاط لقسم التسويق، عن طريق العلاقات وجذور هذه العلاقات تمتد الى مسافة ابعد وبالتالي نستطيع ان نسوق ماموجود من دراما عراقية” موضحة ان الاذاعة تتابع من قبل فئة يتذوقون الاعلام، وهناك تناغم بين المقدمين والمذيعين مع المستمع خاصة مع نوعية التمثيليات والمسلسلات الدرامية، التي
تطرح.
واضافت: “الدراما الهادفة او البرامج الخدمية يستفيد منها المستمع، ويشارك فيها لغاية او لهدف نبيل” مسببة: “لذلك تبقى الدراما حسب رؤية ادارة الاذاعة في كسب جمهور متابع” مبينة انها تلاحظ في اذاعة العراقية: “الحمدلله، مستمعونا بنسب عالية جداً، وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يرجع الى موضوع اختيار المادة المطروحة، وخاصة الدراما الممتعة والبرامج التي تفيد المواطن.. تتابعها شرائح متنوعة من المجتمع.. الشرطة والجيش والطالب وربة البيت وسائق التاكسي.. وتشمل كل فئات المجتمع”.
كتابة
القاص والروائي والسيناريست د. شوقي كريم حسن، يحتكم الى اقبال الاذاعات.. الحكومية والاهلية، على سيناريوهاته الدرامية: “تاريخية ومعاصرة.. تتوزع بين تمثيليات وثلاثيات وخماسيات وسباعيات ومسلسلات مفتوحة، لها جمهور يحث الاذاعات على التعاقد معي ومع سواي من الكتاب” مستنتجاً ان الدراما الاذاعية لها جمهور يستمع ها بشغف.
المح صباح رحيمة، الى انه مخرج تلفزيوني، لكنه يسترخي الاصغاء للراديو والتحليق في فضاءات عوالم يصغي لها: “وهذا ما فتح آفاق كتابة الرواية في مخيلتي، وقد نجحت بذلك.. الحمد لله” وبدوره قال المعلم المتقاعد رزاق عبد الهادي ان: “حاسة السمع تتوهج والأذنين تتفتحان على مديات سمعية قصية، مع تقدم العمر ونفاد طاقة العينين عن الرؤية المتمعنة؛ لذلك أجد في الراديو سلوى اخر العمر، بعد ان قدمنا ما علينا
للاجيال”.
مرح
بمرح غض، تحدثت بشرى صادق عن استغرابها ممن يطيقون المكوث أمام الراديو، خارج السيارة، متسائلة: “ليش هو أكو راديو منفصل عن السيارة” وهذا شأنها بحكم انشغالات المرحلة العمرية؛ لان زميلها جليل
مزعل، بدى أكثر تفهماً: “أنا لا اطيق الراديو ألا مضطراً.. سواء دراما او غير الدراما، لكن في حالات إذا تكرر السيدي نفسه ولم يتح لي وقت لاستبداله، ألجأ للراديو في السيارة” مؤكداً كما لو يستفز الآخرين: “في السيارة فقط، أسمع الراديو مضطراً، أما خارج السيارة، فحتى لو اضطررت أجد نفسي متخلفاً بالتراجع نحو القرن الـثامن عشر وهذا لا يعني الاحتكام لذوقي انا او بشرى؛ فلسنا مقياساً، إنما للناس في ما يعشقون مشارب”.