تكاليف باهظة على جيوبهم.. الطلبة البريطانيون في مأزق ما بعد بريكست

بانوراما 2021/10/02
...

  ريتشارد أدامز 
  ترجمة: حميد ونيس
   يعاني الآلاف من الطلاب البريطانيين من عقبات تأشيرة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما ترك الكثيرين منهم  يبذلون الجهود لإكمال دوراتهم اللغوية أو الالتحاق ببرامج تدريبية في الاتحاد الأوروبي، في حين أن البعض الآخر قد أجّل الدراسة في الخارج، ومنهم من غير وجهة دراسته الى خارج اوروبا بسبب تأخر منح التأشيرة، وبذلك  سيتعرض المئات من الطلاب الجامعيين جزءا مهما من درجة التخرج النهائية، خاصة أولئك الذين دراستهم للغات الأجنبية الاوربية التي تساعدهم في الدراسة في الدول الاوربية.
 
وتسعى الحكومة البريطانية لمتابعة مصالح هؤلاء الطلبة، وقد طلبت من إسبانيا تسريع عملية تأشيرة  للطلبة البريطانيين الراغبين في الدراسة، حيث زاد الطلبات على السفارة الإسبانية في لندن. لكن المسؤولين الإسبان رفضوا حتى الآن طلب تسريع منح التأشيرات لهذه الشريحة، وذلك للتحقق من  المستندات الصحيحة للطلبة المتقدمين، واقترحوا  قيام الجامعات البريطانية بجمع  طلبات التأشيرة وتقديمها بشكل جماعي إلى الجهات ذات العلاقة بالسفر.
 تنتظر ناتاشا كير، وهي إحدى طالبة اللغات الحديثة في جامعة بريستول البريطانية، معرفة ما إذا كان طلبها للحصول على تأشيرة قد اكتمل بعد ملء الاستمارات الخاصة بها، وتقديم المستندات المطلوبة منها. وكانت  تنتظر منذ وقت طويل موعدا للمقابلة في القنصلية الإسبانية في لندن. وترى كير أنه هناك الكثير من سوء الفهم وقد تواصلت الجهات الجامعية مع القنصلية، لكنهم لم يتلقوا أي رد ولم يكن هناك الكثير مما يمكنهم فعله، وتضيف أن التكلفة الإجمالية للتقدم للحصول على تأشيرة كانت نحو 700 جنيه إسترليني.
وإلى جانب ناتاشا كير هناك عدد من الطلب كانوا قد تجمعوا للحديث عن عقبات في التقدم للحصول على تأشيرات إلى ألمانيا وبلجيكا وهولندا وفرنسا. ويقول جيمس إلينغورث، منسق المجلس الجامعي للغات الحديثة، إن مسؤولي الجامعات يحاولون بذل الجهود من أجل دعم طلبتهم للحصول على التأشيرات خاصة الاسبانية منها. ونتيجة لذلك قام بعض الطلبة بنقل دراستهم  إلى دول أميركا اللاتينية، حيث تمكنوا من الحصول على التأشيرات بسرعة أكبر.
 
مشكلة الدراسة بلغتين
أما إيما كايلي، رئيسة مجلس جامعة اللغات الحديثة وأستاذة في جامعة ليدز، فقد تحدثت عن الفوضى التي أعقبت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقالت إن هذا الخروج دفع بأقسام اللغات للضغط على الحكومة لكي تقوم بالتفاوض بشأن إعفاءات التأشيرات للطلبة، الذين يدرسون أو يعملون في الاتحاد الأوروبي كجزء إلزامي من فترة حياتهم الدراسية في بلدانهم.
ويضيف إيلينغورث إن قوائم الانتظار الكبيرة وصعوبات الحصول على الوثائق المطلوبة للدراسة في إسبانيا، تسببت بتأخيرات كبيرة وقلقًا للطلبة الذين أوشكت سنتهم الدراسية على الوصول إلى النهاية، وبذلك سيحاول الطلبة بعد نهاية شهر ايلول  الدخول الى إسبانيا بتأشيرة سياحية ثم التقدم بطلب للحصول على تأشيرة دراسية لإكمال ما تبقى من الامتحانات والدروس المتأخرة.
لكن متحدثة باسم وزارة الخارجية الإسبانية قالت إن هذا الإجراء لن يكون ممكنًا، وإن الطلبة البريطانيين سيحتاجون إلى إكمال إجراءات التأشيرة ذاتها التي تنطبق مع جميع الطلبة الآخرين من خارج الاتحاد الأوروبي.  وأضافت أن تأشيرات الطلبة تمثل أولوية بالنسبة للسلطات الإسبانية، لكن معظم الطلبات وصلت متأخرة عما اخبرت به السفارة الاسبانية في لندن، وهو ستة أشهر قبل مغادرة الأراضي الإسبانية. وقالت إن القنصلية في لندن تعاني أيضا من عدم حضور المواعيد من الطلاب البريطانيين، والطلبات غير المكتملة والمليئة بالأخطاء. إضافة إلى تجاوز الروتين، سيؤدي ذلك إلى التنازل عن المتطلبات المالية العالية للطلبة في بعض البلدان. وتعلق كايلي أنه «يجب على المتقدمين إلى ألمانيا توفير مبلغ إظهار 800 يورو لكل شهر يخطط الطلبة فيه للإقامة، وقد يكون هذا العام أقل قابلية للاستمرار بالنسبة لنا، نتيجة لذلك بسبب مشكلات الروتين بين دول الاتحاد وبريطانيا التي تواجهها جامعتنا».
دان هوارد، طالب في السنة الثالثة يدرس اللغة الإيطالية والإسبانية في جامعة ريدينغ، وقد تقدم للدراسة لمدة فصل دراسي واحد في إيطاليا وفصل في إسبانيا هذا العام. لكن العقبات البيروقراطية تعني أنه لن يكون قادرا إلا على إكمال الجزء الإيطالي من الدراسة، وهو أمر يعتمد على تنازل جامعته عن شرطه للدراسة في إسبانيا.
قال هوارد: «في البداية  شعرت كما لو أن جامعتي تُركت في الظلام بشأن ما هو مطلوب مني إنجازه، وبات علي التفكير في قرار جديد». وفي ضوء حاجة  الطلبة  للتقديم للدراسة من بلدانهم الأصلية، فإن الحضور إلى إيطاليا يجعل من المستحيل على هوارد التقدم للحصول على الجزء الأسباني من الدراسة.